نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 16
قال شيخه الشيخ خير الدين الرملي في إجازته له : وقد بدأني بلطائف أسئلة وقفت بها على كمال روايته وسعة ملكته ، فأجبته غير موسع عليه ، فكرر على ما هو أعلى فزدته فزاد ، فرأيت جواد رهانه في غاية الممكنة والسبق ، فبعدت له الغاية فأتاها مستريحا لا يخفق ، مستبصرا لا يطرق ، فلما تبين لي أنه الرجل الذي حدثت عنه وصلت به إلى حالة يأخذ مني وآخذ منه ، إلى أن قال في شأنه : فيا من له شك فدونك فاسأل * تجد جبلا في العلم غير مخلخل يباري فحول الفقه فيما يرونه * ويبرز للميدان غير مزلزل يقشر عن لب معلوم قشوره * ويأتي بما يختاره من مفصل ويقوى على الترجيح فيه بثاقب * من الفهم والإدراك غير محول وفكر إذا ما حاول الصخر قله * وإن رمت حل الصعب في الحال ينجلي وما قلت هذا القول إلا بعيد ما * سبرت خباياه بأفحم مقول وقال شيخه العلامة محمد أفندي المحاسني في إجازته له أيضا : وإنه ممن نشأ والفضائل تعله وتنهله ، والرغبة في العلم تقرب له ما يحاوله من ذلك وتسهله ، حتى نال من قداح الكمال القدح المعلى ، وفاز بما وشح به صدر النباهة وحلى ، وكان لي على الغوص على غرر الفوائد أعظم معين ، فأقاد واستفاد ، وفهم وأجاد اه . وترجمة تلميذه خاتمة البلغاء المحبي في تاريخه فقال ما ملخصه : إنه كان عالما محدثا فقيها نحويا ، كثير الحفظ والمرويات ، طلق اللسان ، فصيح العبارة جيد التقرير والتحرير ، وتوفي عاشر شوال سنة 1088 عن ثلاث وستين سنة ، ودفن بمقبرة باب الصغير . قوله ( الحصكفي ) كذا يوجد في بعض النسخ ، وهو بفتح الحاء وسكون الصاد المهملتين وفتح الكاف وفي آخره فاء ، وياء النسبة إلى حصن كيفا ، وهو من ديار بكر . قال في المشترك : وحصن كيفا على دجلة بين جزيرة ابن عمر وميافارقين ، وكان القياس أن ينسبوا إليه الحصني وقد نسبوا إليه أيضا كذلك ، ولكن إذا نسبوا إلى اسمين أضيف أحدهما إلى الاخر ركبوا من مجموع الاسمين اسما واحدا ونسبوا إليه كما فعلوا هنا ، وكذلك نسبوا إلى رأس عين راسعيني وإلى عبد الله وعبد شمس وعبد الدار عبدلي وعبشمي وعبدري ، وكذلك كل ما كان نظير هذا . ذكره المحبي في تاريخه في ترجمة إبراهيم بن الملة . قوله : ( بجامع بني أمية ) متعلق بالامام والباء بمعنى في ط . وقد بناه الوليد بن عبد الملك الأموي ، نقل أنه أنفق عليه ألف دينار ومائتي ألف دينار ، وفيه رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام ، وفي حائطه القبلي مقام هود عليه السلام ، ويقال إنه أول من بنى جدرانه الأربع وذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( والتين . . . ) أنه مسجد دمشق ، وكان بستانا لنبي الله هود عليه السلام ، وأنه كان فيه شجر التين قبل أن يبنيه الوليد اه . فهو المعبد القديم الذي تشرف بالأنبياء عليهم السلام ، وصلى فيه الصحابة الكرام . وقد صرح الفقهاء بأن الأفضل بعد المساجد الثلاثة ما كان أقدم ، بل ذكر في كتاب أخبار الدول بالسند إلى سفيان الثوري أن الصلاة في مسجد دمشق بثلاثين ألف صلاة ، وهو ، ولله الحمد إلى وقتنا هذا معمور بالعبادة ومجمع للعلم والإفادة ولا يزال كذلك إن شاء الله تعالى إلى أن يهبط
16
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 16