responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكملة حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين ( علاء الدين )    جلد : 1  صفحه : 422


والسبب في جمعة لهذه الكتب العديمة النظير والدة ، فإنه كان يشتري له كل كتاب إرادة ويقول له اشتر ما بدا لك من الكتب وأنا أدفع أنا أدفع لك الثمن فإنك أحييت ما أمته أنا من سيرة سلفي ، فجزاك الله تعالى خيرا يا ولدى ، أعطاه كتب أسلافه الموجودة عنده من أثرهم الموقوفة على ذراريهم ، وعندي بعض منها والله تعالى الحمد .
وكان رحمه الله تعالى حريصا على إصلاح الكتب ، لا يمر على موضع منها فيه غلط إلا أصلحه وكتب عليه ما يناسبه ، وكان حسن الخط حسن القشط ، قل أن يرى من يكتب مثله على الفتاوى وعلى هوامش الكتب في الجودة وحسن الخط وتناسق الأسطر وتناسق الأسطر وتناسبها ، ولا يكتب على سؤال على سؤال رفع إليه إلا أن يغيره غالبا .
وكان رحمه الله تعالى فقيه النفس انفرد به في زمنه بحاثا ما باحثه أحد إلا وظهر عليه ، وقد حكى تلميذه صاحب الفضلية العلامة محمد أفندي جابي زاده قاضي المدينة المنورة أن شيخ الاسلام عارف عصمت بك مفتي السلطنة بدار الخلافة العلية قال له : إني كنت أؤمل أن تطلب لي الإجارة من شيخك للتبرك ، وكان تلميذه العلامة الشيخ محمد أفندي الحلواني مفتي بيروت يقول لي : ما سمعت مثل تقرير سيدي والدك في درسه ، حتى إني كثيرا ما أجتهد في مطالعة الدرس ، وأطالع عليه سائر الحواشي والشروح والكتابات على الدرس ، وأظن من نفسي أني فهمت سائر الاشكالات وأجوبتها ، وحين أحضر الدرس يقرر شيخنا الدرس ويتكلم على جميع ما طالعته مع التوضيح والتفهيم ، ويزيدنا فوائد ما سمعنا بها ولا رأيناها ، ولم يخطر على فكر أحد ذكرها .
وكان رحمه الله تعالى بارا بوالديه ، ومات والده في حياته سنة سبع وثلاثين بعد المائتين والألف ، وصار يقرأ كل ليلة عند النوم ما تيسر من القرآن العظيم ويهديه ثوابه مع ما تقبل له من الأعمال حتى رأى والده في النوم بعد شهر من وفاته وقال له : جزاك الله تعالى خيرا يا والدي على هذه الخيرات التي تهديها إلى في كل ليلة ، وكانت جدة سيدي أم والده من بنات الشيخ المحبي صاحب التاريخ المشهور وله أوقاف على ذريته جارية إلى الان ، وأتناول حصتي منها .
وأما والدة سيدي فقد توفي في حياتها ، وكانت صالحة صابرة تقرأ من الجمعة إلى الجمعة مائة ألف مرة سورة الاخلاص وتهب ثوابها لولدها سيدي الوالد ، وتصلي كل ليلة ، خمس أقات قضاء احتياطا ، وكانت كثيرة الصلاة والصيام ، عاشت بعد سنتين ، صابرة محتسبة لم تفعل ما تفعله جهلة النساء عند فقد أولادهن ، بل كان حالها الرضا بالقضاء ، والقدر ، وتقول ، : الحمد الله على جميع الأحوال :
وكانت من سلالة طاهرة من ذرية الحافظ الداودي المحدث الشهير ، وكان عمها الشيخ محمد بن عبد الحي الداودي صاحب التأليفات الشهيرة : منها المنهج ، وحاشية ابن عقيل ، ومجموع الفوائد وغيرها . وعلى ما سمعت واشتهر أن نسبتهم إلى حضرة سيدنا العباس إلا أنه ليس بدرجة الثبوت ، وليس عندهم نسب عليه شهادة بنته للزواج ، فمنعه والده من زواجها وقال له : أخاف عليك من غضب شيخك وعقوقه إن أغضبت ابنته يوما ما ، وهذا مما لا تخلو منه الجبلة الانسانية غالبا . وكان والده رحمه الله تعالى شفوقا عليه ويجبه تامة ، حتى أنه لما حج سيدي سنة خمس وثلاثين امتنع والده من دخول داره الجوانية مدة غياب سيدي ولم ينم على فراش تلك المدة وهي أربعة أشهر بل بقي نائما في داره البرانية .

422

نام کتاب : تكملة حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين ( علاء الدين )    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست