نام کتاب : تحفة الفقهاء نویسنده : السمرقندي جلد : 1 صفحه : 376
وإن نوى يوما بليلته يلزمه اعتكاف يوم مع ليلته . وإن أوجب على نفسه اعتكاف يومين أو أكثر ، تلزمه الأيام وما يقابلها من الليالي ، لان ذكر الأيام ذكر الليالي وكذلك ذكر الليالي ذكر الأيام : قال الله تعالى : * ( ثلاثة أيام إلا رمزا ) * وقال في موضع آخر : * ( ثلاث ليال سويا ) * والقصة قصة واحدة . ولو لم يكن الامر ، على ما قلنا : يؤدي إلى التناقض في خبر الله تعالى ، وإنه لا يجوز . ولو أوجب على نفسه اعتكاف شهر بعينه يجب عليه اعتكاف ذلك الشهر ، لأنه أوجب عينا ، ولو أفسد صوم يوم ، يجب عليه اعتكاف الباقي ، وكذلك لو ترك اعتكاف يوم يجب عليه باقي الشهر ، ويقضي يوما ، ولا يلزمه استقبال ، لان التتابع ثبت لمجاورة الأيام ، لا بالنذر . ولو قال : لله على أن أعتكف شهرا ، أو ثلاثين يوما يلزمه متتابعا ، حتى لو ترك اعتكاف يوم فيه ، يلزمه الاستقبال ، لان التتابع وجب حكم النذر ، فيجب الوفاء به . ولو أوجب على نفسه اعتكاف شهر بعينه ، وترك الاعتكاف فيه حتى مضى ، يجب عليه قضاء شهر متتابعا ، لأنه وجب عليه قضاء شهر ، بغير عينه . ولو أوجب على نفسه اعتكاف ثلاثين يوما ، وعنى به النهار دون الليل ، تصح نيته ، لان حقيقة اليوم لبياض النهار ، وإنما يحمل على الوقت المطلق ، بدليل فإذا نوى حقيقة كلامه يصح . ولو أوجب على نفسه اعتكاف ثلاثين ليلة ، ونوى الليل دون النهار ، يصدق ، ولا يصح الاعتكاف ، لعدم وقت الصوم .
376
نام کتاب : تحفة الفقهاء نویسنده : السمرقندي جلد : 1 صفحه : 376