نام کتاب : تحفة الفقهاء نویسنده : السمرقندي جلد : 1 صفحه : 353
فإنما أطعمك الله وسقاك فكان وجوده كعدمه . ولو دخل الذباب حلقه وهو ذاكر لصومه ، لا يفسد ، لأنه مغلوب فيه ، فيكون بمعنى الناسي . وكذلك لو نظر إلى فرج امرأة شهوة فأمنى ، أو تفكر ، فأمنى ، لا يفسد صومه ، لأنه حصل الانزال لا بصنعه ، فلا يكون شبيه الجماع ، لا صورة ولا معنى . وكذلك لو دخل الغبار أو دخل الدخان أو الرائحة في حلقه ، لأنه لا يمكنه الامتناع عنه ، فيكون في معنى الناس . وكذلك لو بقي بلل بعد المضمضة وابتلعه مع البزاق ، أو ابتلع البزاق الذي اجتمع في فيه ، لا يفسد صومه ، لما قلنا . ولو بقي بين أسنانه شئ فابتلعه : ذكر في الجامع الصغير وقال : لا يفسد صومه ولم يقدره بشئ . وعن أبي يوسف أن الصائم إذا كان بين أسنانه لحم ، فابتلعه متعمدا ، فعليه القضاء ، دون الكفارة . وعن بن أبي مالك ما هو توفيق بين الروايتين ، قال : إن كان مقدار الحمصة أو أكثر فإنه يفسد صومه . ولو أكله متعمدا فعليه القضاء وليس عليه الكفارة ، وإن كان أقل من ذلك لا يفسد صومه ، لأنه لا يمكنه الاحتراز عنه كالريق . وقال زفر : يلزمه الكفارة ، لأنه من جنس ما يتعلق به الكفارة ، إلا أنه متغير فصار كاللحم المنتن . والصحيح قولنا إنه لا كفارة عليه ، لأنه غير مقصود بالاكل فصار
353
نام کتاب : تحفة الفقهاء نویسنده : السمرقندي جلد : 1 صفحه : 353