responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني    جلد : 1  صفحه : 75


لم يكن محرزاً ؛ لعدم قيام دليل من الشرع على أنّه أيضاً يوجب نجاسة الماء فيكون مشكوكاً في فرديّته ، ومعه لا يعقل العموم بالقياس إليه .
وأمّا رواية دعائم الإسلام فللقدح فيها أيضاً سنداً ودلالة .
أمّا الأوّل : فقد اتّضح ، وأمّا الثاني : فلانصراف قوله : " وليس ينجّسه شئ ما لم يتغيّر أوصافه " إلى الاُمور المذكورة أوّلا من الجيف والعذرة والدم ، فيكون التغيّر ظاهراً فيما يستند إليها ، وهو ظاهر فيما يستند إلى أعيانها .
ودعوى : أنّ المورد لا يصلح مخصّصاً للوارد .
يدفعها : أنّ الحمل المذكور ليس من باب التخصيص بل هو عند التحقيق أخذ بما هو من مقتضى التخصّص .
وبيان ذلك : أنّ لفظ " شئ " حيثما طرأه العموم المصطلح ليس على حدّ غيره من ألفاظ العموم الّتي لمدلولها أفراد مضبوطة معيّنة لا يتجاوزها الألفاظ إلاّ بالتخصيص ، بل هو في إفادته العموم وكمّيّة ما يعمّه يتبع المقام ، ويأخذ من الأفراد ما يناسبه ويساعد عليه سياق الكلام ، فقوله : " ليس ينجّسه شئ " إنّما ينصرف عرفاً إلى ما سبقه من النجاسات المذكورة ، فيكون عامّاً في أفرادها لا مطلقاً .
وأمّا الثالث : فلظهور أنّ المراد بالماء الراكد بقرينة ما سبق الماء الراكد الّذي فيه الجيفة .
لا يقال : لو صحّ ذلك لكان إضمار السؤال عن أحدهما مغنياً عنه في الآخر لكون كلّ من الغدير والراكد من واد واحد .
لأنّا نقول : إنّهما موضوعان متغايران وإن كان الثاني أعمّ من الأوّل ، فإنّ الغدير هو الماء الّذي تغادره السيول أي تخلّفه ، والراكد هو الماء الساكن الغير الجاري ، فلعلّ السائل قد أضمر السؤال عن كليهما لتوهّمه الفرق بينهما في الحكم باعتبار خصوصيّة من الخصوصيّات ، لعلمه بأنّ مبنى الشرع على الجمع بين المختلفات والتفريق بين المتّفقات .
وأمّا الرابع : فلأنّ المتبادر من قوله : " كلّما غلب الماء على ريح الجيفة " ما اعتبر غلبة وصفه على الجيفة الواقعة فيه الملاصقة له ، لا مطلقاً .
وأمّا الخامس : فلأنّ المراد ب‌ " الإفساد " الوارد في الروايتين إنّما هو الإفساد الشرعي المانع عن استعمال الماء في مشروط بالطهارة وهو التنجيس ، فيرجع مفاده إلى ما قرّرناه في

75

نام کتاب : ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست