نام کتاب : ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني جلد : 1 صفحه : 58
بنجاسته بتغيّر لونه لأنّه أظهر في الانفعال " [1] . وتبعه بعده في تلك المقالة شيخنا البهائي في كلام محكيّ عنه في حبل المتين ، فقال : " وما تضمنّه الحديث الثاني والثالث - يعني بهما الصحيحتين اللتين أشار إليهما السيّد من نجاسة الماء بتغيّر ريحه أو طعمه بالنجاسة - ممّا لا خلاف فيه ، ويدور على ألسنة الأصحاب أنّ تغيّر لونه أيضاً كذلك ؛ ولم أظفر به في أخبارنا صريحاً ، وما ينقل من قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " خلق الله الماء طهوراً لا ينجّسه شئ إلاّ ما غيّر لونه أو طعمه أو ريحه " [2] ، فخبر عامّي مرسل " . ثمّ قال : " ولو قيل إنّ تغيّر اللون بذي طعم أو ريح لا ينفكّ عن التغيّر بأحدهما لم يكن بعيداً ، بل ربّما يدّعى أنّ انفعال الماء بلون النجاسة متأخّر في المرتبة عن انفعاله بريحها أو طعمها فاستغنى بذكرهما عن ذكره " [3] . وتبعهما في ذلك كلّه المحقّق الخوانساري في شرح الدروس ، حيث قال : " واعلم أنّ الروايات المتقدّمة خالية عن التعرّض لللّون ، سوى رواية العلاء بن الفضيل [4] ، فإنّها بمفهومها تدلّ على نجاسته بتغيّر اللون ، لكنّها ضعيفة بمحمّد بن سنان ، ونقلوا رواية عن الجمهور أيضاً متضمّنة لذكر اللون ولا يصلح أيضاً للتعويل ، وذكر بعضهم أنّ تغيّر الريح والطعم أسرع من تغيّر اللون ، إذ لا ينفكّ تغيّر اللون عن تغيّرهما ، فلا ثمرة في التعرّض له ووجهه غير ظاهر ، وقد يستنبط اعتبار اللون من قوله ( عليه السلام ) - في صحيحة حريز المتقدّمة - : " فإذا تغيّر الماء أو تغيّر الطعم " [5] ، وفيه : أيضاً إشكال ، وقد يتمسّك فيه بما قاله ابن أبي عقيل : أنّه قد تواتر عن الصادق وعن آبائه ( عليهم السلام ) : أنّ الماء طاهر لا ينجّسه شئ إلاّ ما غيّر لونه أو طعمه أو ريحه " [6] ، والظاهر أنّ انضمام هذه الاُمور بعضها مع بعض مع اعتضادها بالإجماع يكفي في الحكم " الخ [7] .