نام کتاب : ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني جلد : 1 صفحه : 43
وعن القاموس : " الطهور " المصدر واسم ما يتطهَّر به ، والطاهر المطهِّر " [1] ، وعن الترمذي وهو من أئمّة اللغة ، أنّه قال : " الطهور بالفتح من الأسماء المتعدّية وهو المطهِّر غيره " ( 2 ) ، وفي الحدائق - عن بعض مشايخه - : " أنّ الشافعيّة نقلت ذلك عن أهل اللغة ( 3 ) ، وعنه أيضاً : " أنّه نقله عن الترمذي ، وعن المعتبر أنّه نقله عن بعض أهل اللغة " ( 4 ) . وعن المصابيح - للسيّد مهدي - " أنّ المشهور بين المفسّرين والفقهاء وأئمّة اللغة أنّه بمعنى المطهّر أو الطاهر المطهِّر " ( 5 ) . قال الشيخ في التهذيب : " ( وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً ) ( 6 ) ، فأطلق على ما وقع اسم " الماء " عليه بأنّه " الطهور " ، و " الطهور " هو المطهِّر في لغة العرب ، فيجب أن يعتبر كلّما يقع عليه اسم " الماء " بأنّه طاهر مطهِّر إلاّ ما قام الدليل على تغيّر حكمه ، وليس لأحد أن يقول : إنّ " الطهور " لا يفيد في لغة العرب كونه مطهّراً ، لأنّ هذا خلاف على أهل اللغة ، لأنّهم لا يفرّقون بين قول القائل : هذا ماء طهور ، وهذا ماء مطهِّر إلى آخر ما حكينا عنه آنفاً " ( 7 ) . ولا يذهب عليك أنّ غرض الشيخ من أهل اللغة هنا ليس همّ النقلة للمتون ، الذين عرفت ذكر جملتهم ، ليكون مقصوده فيما ادّعاه الاستناد إلى قولهم ، بل مراده به أهل لسان العرب ، بدليل قوله : " لأنّهم لا يفرّقون بين قول القائل : هذا ماء طهور ، وهذا ماء مطهِّر " فإنّ ظاهره عدم الفرق بين اللفظين بحسب الاستعمال العرفي ، وانفهام العرف عند الإطلاق ، لأنّه إنّما يعلم بالاستعمال دون النصّ اللغوي كما لا يخفى ، فيكون قوله المذكور كقول غيره نصّاً في أمر لغوي ، فيكون بنفسه مثبتاً للّغة معتبراً في حقّ غيره . ولا ينافيه ما تقدّم عنه في دفع كلام من أنكر ورود " طهور " لهذا المعنى ، استناداً إلى ما سبق ذكره من إناطة كونه لهذا المعنى بعلّة فاسدة وهو كونه من مقتضى الوضع المبالغي في " فعول " ، لعدم استناده في أصل الدعوى إلى هذه العلّة ، كما فهمه صاحب