نام کتاب : ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني جلد : 1 صفحه : 36
فاعلا إذا حوّل إلى " فعيل " أو " فعل " عمل ، متمسّكاً بذلك الشعر ، بل " الموهن " - على ما يساعد عليه الذوق ، ونصّ عليه غير سيبويه - نصب على الظرفيّة متعلّق ب " شأها " بمعنى ساقها ، أو سبقها راجعاً ضميره إلى " للاُتُن " وهي حمير الوحش ، وعلى فرض كونه معمولا ل " كليل " فهو نصب على الظرفيّة أيضاً ، وهو على التقديرين لازم مراد منه العجز والتعب ، اللذين اُعتبرا وصفين للبرق الّذي هو السائق . غاية الأمر ، استلزام ذلك مجازاً في الإسناد ، من باب الإسناد إلى السبب ؛ نظراً إلى أنّهما في الحقيقة وصفان للاُتُن ، و إنّما أسندا إلى " البرق " - الّذي اُريد من الكليل - لكونه سبباً لهما فيها ، نظير إطلاق " القاتل " على سبب القتل ، وهذا كما ترى باب وسيع العرض يجري في فنون كثيرة ، ولا سيّما المقام الّذي لابدّ فيه من اعتباره بملاحظة الفقرات الاُخر الواردة فيه من باب المجاز في الإسناد ، الّتي منها : إسناد السوق إلى " البرق " الّذي لا يلائم إلاّ كونه من باب التسبيب ؛ لعدم كون السوق بالقياس إليه من الأفعال المباشريّة ، ضرورة ابتناء المباشرة على الشعور والإرادة ، وظاهر أنّ " البرق " ليس من ذوات الشعور والإرادة . ومنها : إسناد البيتوتة إلى الليل ، فإنّها في الحقيقة وصف " للاُتُن " والليل ظرف له ، فإسنادها إليه من باب الإسناد إلى الظرف . ومنها : إسناد عدم النوم إليه ، بناءً على كون قوله : " لم ينم " عطفاً على قوله : " بات " بإسقاط العاطف للضرورة ، والتقريب ما تقدّم . هذا مضافاً إلى أنّه لولا إطلاق " الكليل " هنا من باب المجاز في الإسناد - حسبما قرّرناه - لزم على تقدير كونه متعدّياً مجازان : أحدهما : ما يلزم منه فيه باعتبار المادّة ، من حيث إنّه بالوضع الأصلي اللغوي من الموادّ اللازمة . وثانيهما : ما يلزم منه في تعديته إلى " المَوهن " ، فإنّ الإعياء بمعنى الإعجاز و الإتعاب ممّا يقع في الحقيقة على " الاُتُن " ، و " المَوهن " ظرف لهما ، فيكون الإسناد إليه من باب قولهم : " أتعبت يومك ، وساهرت ليلتك " ، ولا ريب أنّ المجاز الواحد أولى من مجازين . وأمّا ثانياً : فلأنّ " الكليل " إذا كان متعدّياً فهو مبالغة في الفاعل بمعنى الفعل ، وقضيّة
36
نام کتاب : ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني جلد : 1 صفحه : 36