إسم الكتاب : وضوء النبي ( ص ) ( عدد الصفحات : 472)
سلطان الدولة . وقد مر عليك سابقا خبر الرجل الذي جاء الرشيد مخبرا بمكان اختفاء يحيى بن عبد الله بن الحسن وتعرفه عليه إثر جمعه بين الصلاتين ، وقول الرشيد له : لله أبوك لجاد ما حفظت تلك صلاة العصر وذلك وقتها عند القوم . وقول سليمان بن جرير لإدريس بن عبد الله بن الحسن : إن السلطان طلبني لما يعلمه من مذهبي ، فجئتك . . . وقد نقلنا قبل ذلك حديث أبي مالك الأشعري ، وكيف كان يتخوف من إتيان صلاة رسول الله ، ويقول : هل فيكم أحد غيركم ؟ فقالوا : لا ، إلا ابن أخت لنا . قال : ابن أخت القوم منهم ، فدعا . . . وغيرها الكثير . وهي جميعها تؤكد على أن الفقه الإسلامي صار يستقي منابعه من طريقين : 1 - السلطان ومن يعمل معه . 2 - الطالبيون ، وقد انحصر هذا الخط بجعفر بن محمد الصادق وآله . وإن الفقهاء والمحدثين والقراء غالبا ما كانوا يدورون في فلك السلطان يرسمون القواعد ويوقفون الخليفة على الحلول ، وكان الخليفة يقرب من العلماء من يخدم أهداف السلطان ويبعد من لا يرتضي التعاون معه بل يرفضه ! فقد نقل المؤرخون : إن الرشيد أعطى الأمان ليحيى بن عبد الله بن الحسن ، ثم ظفر به وبعد ذلك سعى لنقض الأمان ، فاستعان بالفقهاء لتسويغ غدره هذا . نترك تفاصيل الخبر لأبي الفرج الأصفهاني ، قال في سياقه خبر مقتل يحيى ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب : ثم جمع له الرشيد الفقهاء وفيهم : محمد بن الحسن صاحب أبي يوسف القاضي ، والحسن بن زياد اللؤلؤي ، وأبو البختري وهب بن وهب ، فجمعوا في مجلس وخرج إليهم مسرور الكبير بالأمان ، فبدأ محمد بن الحسن فنظر فيه فقال : هذا أمان مؤكد لا حيلة فيه - وكان يحيى قد عرضه بالمدينة على مالك ، وابن الدراوردي وغيرهما ، فعرفوه أنه مؤكد لا علة فيه . قال : فصاح عليه مسرور وقال : هاته ، فدفعه إلى الحسن بن زياد اللؤلؤي