تبا لهم ! إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية ، هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك ؟ ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله [1] ؟ ! هل يمكن أن يطمئن أحد لمرويات أمثال هؤلاء ، وهذا موقفهم من رسول الله وتصويرهم لمرقده ( ص ) ؟ ! أم كيف يمكن استيداعهم السنة النبوية ؟ ! هذا وإنا لا يمكننا حصر أقوال الحجاج ، وذكر جرائمه - بهذه العجالة - . . فقد رمى الكعبة بالمنجنيق - عندما حارب ابن الزبير - [2] وقتل الآلاف ، وسجن أكثر منها ! وقد نقل أن سليمان بن عبد الملك لما ولي أطلق في يوم واحد من المسجونين واحدا وثمانين ألفا من الأسراء ، ووجد ثلاثين ألفا ممن لا ذنب لهم ، وثلاثين ألف امرأة [3] . ووصل الأمر به أن قال عمر بن عبد العزيز عنه : لو جاءت كل أمة بخبيثها ، وجئنا بالحجاج . . لغلبناهم [4] . وقال عاصم : ما بقيت لله عز وجل حرمة إلا وقد ارتكبها الحجاج [5] . ونقل ابن عساكر : إن الحجاج ادعى نزول الوحي عليه ، وأنه كان لا يعمل إلا بوحي من الله [6] !
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 15 : 242 ، وانظر : الكامل في اللغة والأدب ، للمبرد 1 : 185 ، والنصائح الكافية ، وأنساب الأشراف ، وتهذيب ابن عساكر . [2] تاريخ الطبري 5 : 498 ، الفتوح 2 : 216 ، تاريخ الإسلام ، لحسن إبراهيم 1 : 287 ، تهذيب تاريخ ابن عساكر 4 : 53 ، الكامل في التاريخ 4 : 124 . [3] تهذيب ابن عساكر 4 : 83 ، البداية والنهاية 9 : 142 . [4] تهذيب التهذيب 2 : 211 ، البداية والنهاية 9 : 139 ، تهذيب ابن عساكر 4 : 83 . [5] البداية والنهاية 9 : 139 . [6] تهذيب تاريخ دمشق ، لابن عساكر 4 : 70 .