الكثير لا يمكننا حصره ، وقد ثبت أنهم كانوا يأمرون الناس بلعن علي في صلواتهم وعلى المنابر [1] حتى قيل : بأن مجالس الوعاظ بالشام كانت تختم بشتم علي [2] ، وأنهم كانوا لا يقبلون لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة ، وقد أمر معاوية بمحو أسمائهم من الديوان [3] . . وقيل : إن حجر بن عدي صاح بالمغيرة في المسجد قائلا : مر لنا أيها الإنسان بأرزاقنا ، فقد حبستها عنا وليس ذلك لك ، وقد أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين . فقام أكثر من ثلثي الناس يقولون : صدق حجر وبر [4] . وقد نقلت كتب السير أن عمر كان قد قال للمغيرة بن شعبة - وكان أعور - : أما والله ليعورن بنو أمية هذا الدين ، كما أعورت عينك ، ثم لتعمينه حتى لا يدري أين يذهب ولا أين يجئ [5] ! ! قال الدهلوي في رسالة الأنصاف : ( ولما انقرض عهد الخلفاء الراشدين أفضت الخلافة إلى قوم تولوها بغير بغير استحقاق ، ولا استقلال بعلم الفتاوى والأحكام ، فاضطروا إلى الاستعانة بالفقهاء ، وإلى استصحابهم في جميع أحوالهم ، وكان بقي من العلماء من الطراز الأول ، فكانوا إذا طلبوا هربوا وأعرضوا ، فرأى أهل تلك الأعصار - غير العلماء - إقبال الأمة عليهم مع إعراضهم ، فاشتروا طلب العلم توصلا إلى نيل العز ، فأصبح الفقهاء بعد أن كانوا مطلوبين طالبين ، وبعد أن كانوا أعزة بالإعراض عن السلاطين أذلة بالإقبال عليهم ، إلا من وفقه الله . . . ) . فإذا كانت هذه هي السياسة الحكومية تجاه علي وشيعته ، فهل يعقل أن
[1] النصائح الكافية : 86 - 88 . [2] النصائح الكافية : 87 ، وابن عساكر في تاريخه . [3] النصائح الكافية : 88 . [4] تاريخ الطبري 5 : 254 . [5] شرح النهج عن الموفقيات للزبير بن بكار .