ولماذا يترك ابن سعد حديثه مع شهادته بكثرة علمه ؟ ! وهل إن عدم رواية مالك حديثا عنه دليل على ضعفه حقا ؟ فلو كان كذلك فالإمام علي بن أبي طالب هو أول الضعفاء في منطق المدائني ومالك ومن يقول بهذا ، إذ ليس لعلي حديث في الموطأ ، قيل إنه لما سئل عن ذلك قال : إنه لم يكن بالمدينة [1] ! ! وكيف نرى الإمام مالكا يستجيب للمنصور في كتابة الموطأ ، مع علمه بوجود من هو أعلم منه [2] ؟ ! وما يعني كلام المنصور له : هل أخذت بأحاديث ابن عمر ؟ فقال : نعم . فقال المنصور : خذ بقوله ، وإن خالف عليا وابن عباس [3] ! هل هناك منهجان في التحديث عن رسول الله ، يتزعم أحدهما ابن عمر وهوى الحكام ، والآخر علي وابن عباس ؟ وما دلالة مثل هكذا نصوص ؟ وهل تراه يضعف ابن عقيل حقا ؟ فإن كان ضعيفا وكذابا عند الإمام مالك ، فكيف تأخذ المالكية إذن بحديثه في مسح جميع الرأس ؟ ! عود على بدء نرجع إلى صلب الموضوع للتأكيد على وحدة الطالبيين فكريا وفقهيا وسياسيا ، بعدما عرفت اتجاه علي بن الحسين وابن عقيل وابن عباس وعلي بن أبي طالب في الوضوء ، ومن خلاله يمكننا معرفة وضوء الإمام زيد بن علي بن الحسين ، وأنه لم يكن موافقا للربيع وقد سردنا مواقف غيرهم من بني هاشم كابن عباس ، أخذا عن آبائهم .
[1] انظر : مقدمة موطأ مالك ، بقلم الدكتور محمد كامل حسين ( جك ) وغيرها . [2] انظر : المصدر السابق وغيره من كتب التراجم عن الإمام مالك . [3] طبقات ابن سعد 4 : 147 .