الثانية : موقف علي العملي من الوضوء البدعي نبدأ بإثارة السؤال الآتي : هل أن المخالفة العملية أشد وقعا ، أم القولية ؟ ؟ من الطبيعي القول بالأولى ، لكونها أبلغ في إيصال المطلوب ، وخصوصا فيما نحن بصدده ، إذ أن الوضوء فعل ، وأن الفعل يتضح مطلوبه - بدقة - بالممارسة والتطبيق . والآن . . فثمة شواهد كثيرة في بطون كتب الحديث والتفسير والتاريخ تدل على أن عليا قد واجه إحداث عثمان عمليا ، فقد نقل عنه أنه توضأ أيام خلافته في الرحبة ، فوصف وضوء رسول الله ( ص ) ، وقال : ( هذا وضوء من لم يحدث ) [1] . . وفي العبارة إشارة إلى من أحدث ! فمن هو المحدث يا ترى ؟ وفي أي عهد من عهود الخلفاء كان ؟ وهل يمكن عد أبي بكر أو عمر من الذين قد أحدثوا أو أحدث في زمانهم ؟ لقد اتضح لنا - على ضوء البحوث السابقة - أن الخلاف قد وقع في عهد عثمان ، لقول أبي مالك الدمشقي : حدثت أن عثمان بن عفان اختلف في خلافته في الوضوء [2] . ولما أخرجه مسلم ، عن حمران : إن عثمان توضأ ، ثم قال : إن ناسا يتحدثون عن رسول الله بأحاديث لا أدري ما هي ! ألا إني رأيت رسول الله توضأ مثل وضوئي هذا . وقلنا بأن الخليفة هو الذي عارض ( الناس ) في وضوئهم ، وأنهم كانوا