نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : الشيخ الفاضل اللنكراني جلد : 1 صفحه : 245
إلى القريب والبعيد فإنّك إذا استقبلت صفّا طويلا وكنت قريبا منهم لا تكون مستقبلا إلَّا واحدا منهم ، ولكنّك إذا بعدت عنهم بمقدار كثير على نحو لا تخرج من الخط المستقيم الخارج من موقفك الأول لوجدت نفسك محاذيا لجميعهم ، مع أنّ المحاذاة الحقيقية لا تكون إلا بينك وبين ما كانت أولا ، وكذلك إذا نظرت إلى عين الشمس أو سائر الكواكب لوجدت نفسك محاذيا لها ، وفي مقابل وجهك مع أنّ مساحة الشمس أعظم من مساحة الأرض أضعافا مضاعفة ، والمحاذاة الحقيقية تكون بينك وبين نقطة صغيرة منها . وهذا هو المراد ممّا شاع في ألسنتهم من أنّ الشيء كلَّما ازداد بعدا ازدادت جهة محاذاته سعة ، وبه يندفع ما أورده الشيخ القائل بأنّ قبلة البعيد هي عين الحرم على القائلين بأنّ قبلة البعيد هي عين الكعبة ، من لزوم بطلان صلاة بعض الصف الطويل ، لما عرفت من أنّ هذا بالنسبة إلى القريب مسلَّم ، وأمّا إذا كان الصف بعيدا فيرى كل من أهل الصف نفسه مستقبلا للكعبة [1] انتهى . وظاهره أنّ الحاكم باختلاف الاستقبال بالنسبة إلى القريب والبعيد هو الوجدان ، ويمكن أن يكون الوجه فيه - أي في حكم الوجدان بذلك - أنّ استقبال الإنسان للشيء إنّما يتحقّق بكون وجهه مقابلا ومواجها له ، ومن المعلوم أنّ وجه الإنسان يكون محدّبا ، فإنّه يكون ربع الدائرة التي يتشكَّل منها رأس الإنسان أو خمسها ، ومن الواضح أنّ الخطوط الخارجة من الشيء المحدّب لا يكون على نحو التوازي ، بل على نحو كلَّما كان طولها أزيد كان المقدار الفاصل بينها أكثر . فإذا كان الإنسان مواجها للشيء القريب منه ، يكون تمام الخطوط الخارجة من وجهه واقعة على ذلك الشيء ، وأمّا إذا كان مواجها لما هو بعيد منه ، يكون