نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 80
أنزل عليكم بعد هذه فريضة ، قد أكملت الفرائض " [1] ، ولفظ الفريضة يستعمل في الواجبات العملية لا الأُمور الاعتقادية . فالمقصود بالصحيحة أنّ عمدة الفرائض التي عليها بني الدين هي الفرائض الخمس وأفضلها الدولة الحقّة ، غاية الأمر أنّ الأئمّة الاثني عشر عند حضورهم وظهورهم أحق من غيرهم بالنصّ وبالأكمليّة ، فوجب تأييدهم وإطاعتهم ، وأمّا إذا لم يمكن الوصول إليهم بأي دليل كان فلا محالة وجب تعيين حاكم بالحقّ يحفظ مقرّرات الإسلام ويجريها . الدليل التاسع ما في نهج البلاغة " أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها . . . " [2] . وفيه أيضاً " سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول في غير موطن : لن تقدّس أمّة لا يؤخذ للضعيف فيها حقّه من القوي غير متتعتع " [3] وفي سنن ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري عن النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : " أنّه لا قدّست أُمّة لا يأخذ الضعيف فيها حقّه غير متتعتع " [4] . يظهر من الحديثين الشريفين أنّه لا يحقّ ولا يجوز للإنسان المسلم ولا سيّما العالم أن يقعد في بيته ولا يهتمّ ولا يبالي بما يشاهده من ظلم المستكبرين الطغاة ، بل يجب عليه حماية الضعفاء وإحقاق حقوقهم ، ولا يخفى أنه لا يتيسّر ذلك غالباً إلاّ بالتجمّع والتشكّل وتحصيل القوّة والقدرة بقدر الإمكان ،