نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 234
الأُولى : السلطة التشريعية : وفيها جهات من البحث : 1 - في بيان الحاجة إليها وحدودها وتكاليفها : قد اصطلح على هذه السلطة في عصرنا مجلس الشورى والقوّة المقنّنة . والحاجة إليها مع فرض اتساع نطاق الملك وكثرة الحوادث الواقعة والحاجة إلى ترسيم المخططات الكثيرة في غاية الوضوح . ولمّا كان الأساس في الحكومة الإسلاميّة هو ضوابط الإسلام وأحكام الله - تعالى - النازلة على رسوله الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) في شتّى المسائل المرتبطة بالحياة بشؤونها المختلفة ، لا يحقّ لأحد وإن بلغ ما بلغ من العلم والثقافة والقدرة أن يشرّع حكماً أو يبدع قانوناً بارتجال . قال الله - تعالى - مخاطباً لنبيّه : ( وان احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتّبع أهوائهم ، واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك . . . أفحكم الجاهلية يبغون . . . ) [1] . وقسّمنا الأحكام إلى أحكام إلهيّة كان الرسول واسطة لإبلاغها ، وإلى أحكام سلطانية مولويّة صدرت عنه بما أنّه كان وليّ أمر المسلمين وحاكمهم . والظاهر أن القسم الثاني كان أحكاماً عادلة موسميّة من قبيل الصغريات والمصاديق للأحكام الكلّية الشاملة النازلة من قبل الله - تعالى - ، حتّى ما ربّما نسمّيها بالأحكام الثانويّة أيضاً مستفادة من كبريات كلّية أنزلها الله - تعالى - على نبيّه . فللحكم الشرعي ثلاث مراحل : الأُولى : مرحلة التشريع . وهو حقّ لله - تعالى - الذي يملك البلاد والعباد ،