نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 83
الإيمان . ومناصب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي مناصب مهداة من قبل اللّه سبحانه إليه ، فإطاعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من شعب إطاعة اللّه سبحانه . قال سبحانه : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّه ) . [1] فظهر ممّا تقدّم أنّ السنّة هي الحجّة الثانية في مقام التشريع والقضاء ، ولا أظن أنّ من له أدنى إلمام بالشريعة الإسلامية أن ينكر حجية السنّة ، كيف والقرآن الكريم يعدّ السنّة مبيّنة له ؟ قال سبحانه : ( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلناسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون ) . [2] فالغاية من النزول هي تبيين النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للناس ما نزّل إليهم ، والتبيين غير القراءة وإلاّ كان المناسب أن يقول : ( لتقرأه عليهم ) ، فهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مأمور بالقراءة والتبيين . وقد أشار في سورة أُخرى لكلتا الوظيفتين وقال : ( لا تُحَرِّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرآنَهُ * فَإِذا قَرَأْنْاهُ فَاتَّبِعْ قُرآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ ) . [3] والسنّة هي الكفيلة بتبيين الغاية . وقد كلّف اللّه سبحانه الناس بعبادات كالصلاة والصوم والحج ، وأمرهم بأداء ضرائب مالية كالزكاة والخمس والأنفال ، كما أمضى لهم العقود والإيقاعات ، وشرع لهم القضاء والسياسات .