نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 69
يعن اللّه مثل هذا من خلقه » . [1] وأنت إذا تدبّرت كتاب « فصل الخطاب » الذي جمع هذه الروايات ، تقف على أنّ الأكثر فالأكثر من قبيل التفسير . مثلاً روى العياشي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « نزل جبرئيل على رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعرفات يوم الجمعة فقال له : يا محمد إنّ اللّه يقرؤك السلام ، ويقول لك : ( اَلْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ - بولاية علي بن أبي طالب - وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ) [2] . [3] فلا شكّ أنّه بيان لسبب إكمال الدين وإتمام النعمة لا أنّه جزء من القرآن . مع أنّ قسماً كبيراً منها يرجع إلى الاختلاف في القراءة ، المنقولة امّا من الأئمّة بالآحاد لا بالتواتر ، فلا حجية فيها أوّلاً ولا مساس لها بالتحريف ثانياً ، أو من غيرهم من القرّاء وقد أخذ قراءتهم المختلفة من مجمع البيان وهو أخذها من كتب أهل السنّة في القراءة ، وكلّها مراسيل أوّلاً ، والاختلاف في القراءة ، غير التحريف ثانياً ، لما عرفت من أنّها على وجه ، غير موصولة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعلى فرض صحة النسبة ، لا صلة لها بالقرآن . [4] وهناك روايات ناظرة إلى تأويلها وبيان مصاديقها الواقعية ، وهي أيضاً كثيرة ، أو ناظرة إلى بيان شأن نزولها ، إلى غير ذلك وبعد إخراج هذه الأقسام ، تبقى روايات آحاد لا تفيد العلم ولا العمل . الثانية : أنّ أكثر هذه الروايات التي يبلغ عددها 1122 حديث منقول من
[1] تفسير العياشي : 1 / 63 ويؤيد ذلك أنّه سبحانه قال في حقّ بني إسرائيل : ( وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً ) ( المائدة / 20 ) مع أنّ بعضهم كانوا ملوكاً لا كلّهم . [2] المائدة : 3 . [3] المصدر نفسه : 1 / 293 برقم 21 . [4] لاحظ ص 37 .
69
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 69