نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 113
يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْء وَأَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) . [1] وقد ذكر المفسّرون أسباب نزول متعدّدة لهذه الآية تجمعها أنّها رفعت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واقعة كان الحق فيها غير واضح ، فأراه اللّه سبحانه حقيقة الواقع الذي تخاصم فيها المتحاكمان وعلّله بقوله : ( وَلَولا فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ ) . ففضل اللّه ورحمته صدّاه عن الحكم بالباطل ، وهل كان فضله سبحانه ورحمته مختصين بهذه الواقعة ، أو انّهما خيّما عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طيلة عمره الشريف ؟ مقتضى قوله سبحانه في ذيل الآية : ( وَكانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) هو انّه حظي بهما طيلة عمره الشريف . فهو في كلّ الحوادث والوقائع يحكم بمرّ الحق ونفس الواقع مؤيداً من قبل اللّه ، ومن اختص بهذه المنزلة الكبيرة فقد استغنى عن الاجتهاد المصيب تارة والمخطئ أُخرى . ب . انّه سبحانه يخاطب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقوله : ( ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَة مِنَ الأَمْر فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الّذينَ لا يَعْلَمُون ) . [2] والشريعة هي طريق ورود الماء ، والأمر أمر الدين ومعنى الآية انّه تبارك وتعالى أورد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على طريق موصل للشريعة قطعاً ، ومن حظى بتلك المنزلة ، فما يصدر عنه إنّما يصدر عن واقع الدين لا عن الدين المظنون الذي يخطئ ويصيب ، وليست تلك الخصيصة من خصائصه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقط بل قد حظي بها معظم الأنبياء ، قال سبحانه : ( لِكُلّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً ) . [3]