نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 79
مصادر التشريع 2 السنَّة السنّة في اللغة : الطريقة والسيرة ، سواء كانت محمودة أو مذمومة . روى أحمد أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : « من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينتقص من أُجورهم شيئاً ، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً » . [1] ولكنّها في مصطلح الفقهاء : ما صدر عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من قول أو فعل أو تقرير . والسنّة هي الحجّة الثانية بعد الكتاب العزيز ، سواء كان منقولاً باللفظ والمعنى ، أو منقولاً بالمعنى إذا كان الناقل ضابطاً في النقل ، وقد خص اللّه بها المسلمين دون سائر الأُمم ، واهتم المسلمون بنقل ما أُثِرَ عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من السنّة وتحرّوا الدقة في نقلها . والأدلّة على أنّ السنة هي من مصادر التشريع الإسلامي ، كثيرة نشير إلى بعضها : الأوّل : قوله سبحانه : ( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى ) . [2] والنطق مطلق ، ورد عليه النفي فيفيد العموم والشمول وانّه لا ينطق عن الهوى مطلقاً في النطق بالقرآن وغيره . نعم قوله : ( إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى ) وإنْ كان ناظراً إلى القرآن ، لكنّه ليس تعليلاً للجملة المتقدمة حتى نخصه بمورد الوحي ، بل هو من قبيل الصغرى
[1] مسند أحمد : 4 / 361 - 362 . [2] النجم : 3 - 4 .
79
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 79