responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 5


بسم الله الرحمن الرحيم تقديم إنّ التشريع السماوي فيض معنوي ونعمة إلهية أنزلها سبحانه لإسعاد البشرية وتكاملها ، فجعل خيرة خلائقه محطاً لنزول هذا الفيض ، فابتدأه بشيخ الأنبياء نوح ( عليه السلام ) وختمه بخاتم النبيين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال سبحانه : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَالّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيهِ اللّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيب ) ( الشورى / 13 ) .
ولم يقتصر سبحانه على تعريف أنبيائه بحقائق أحكامه ومعالم قضائه ، بل أنزل معهم الكتاب حافظاً للتشريع ، وصائناً له عن الزوال والاندثار ، قال سبحانه : ( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَالمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الحَديدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ ) ( الحديد / 25 ) . وهكذا اقتضت العناية الإلهية أن يكون لتلك الكتب دور هام في الحفاظ على الشريعة . كما اقتضت عنايته سبحانه تعزيز كتبه بسنن أنبيائه فعصمهم من الخطأ والزلل وجعلهم أُسوة للأُمم في القول والعمل ، وصارت سننهم ملاكاً للهداية والضلالة ، فأخذوا بتبيين ما شرع اللّه إجمالاً ، وغدت كلماتهم عدلاً لكتب اللّه وحجّة على

5

نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست