نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 43
وبذلك ظهر عدم تمامية بعض الاحتمالات في تفسير الحفظ حيث قالوا المراد : 1 . حفظه من قدح القادحين . 2 . حفظه في اللوح المحفوظ . 3 . حفظه في صدر النبي والإمام بعده . فإنّ قدح القادحين ليس مطروحاً في الآية حتى تجيب الآية عنه ، كما أنّ حفظه في اللوح المحفوظ أو في صدر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يرتبط باعتراض المشركين ، فإنّ اعتراضهم كان مبنيّاً على اتهام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالجنون الذي لا ينفك عن الخلط في إبلاغ الوحي ، فالإجابة بأنّه محفوظ في اللوح المحفوظ أو ما أشبهه لا يكون قالعاً للإشكال ، فالحقّ الذي لا ريب فيه انّه سبحانه يخبر عن تعهده بحفظ القرآن وصيانته في عامّة المراحل ، فالقول بالنقصان يضاد تعهده سبحانه . فإن قلت : إنّ مدّعي التحريف يدّعي التحريف في نفس هذه الآية ، لأنّها بعض القرآن ، فلا يكون الاستدلال بها صحيحاً ، لاستلزامه الدور الواضح . قلت : إنّ مصبّ التحريف - على فرض طروئه - عبارة عن الآيات الراجعة إلى الخلافة والزعامة لأئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أو ما يرجع إلى آيات الأحكام ، كآية الرجم ، وآية الرضعات ، وأمثالهما ; وأمّا هذه الآية ونحوها فلم يتطرّق التحريف إليها باتّفاق المسلمين . آية نفي الباطل يصف سبحانه كتابه بأنّه المقتدر الذي لا يُغْلَب ولا يأتيه الباطل من أي
43
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 43