نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 262
المجتهد ورأيه من دون أن يقوم عليه دليل قطعي من عقل أو شرع ؟ ! نعم إذا كان الإفتاء مستنداً إلى دليل شرعي فهو حجّة قطعية ولا حاجة في جواز الإفتاء إلى الاستدلال بالآية ، بل يكفي دليل حجّيتها . ومنه يظهر انّ الحديث لا صلة له بالمقام ، فإنّ المراد ما رآه المسلمون حسناً أي ما اتّفقت عليه عقولهم لا رأي واحد منهم . بقي هنا أمر : ربما يُمثّل للاستحسان بالموارد التالية ويدعى انّ النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفتى فيها به دون الوحي وانّه كان يجتهد كسائر الناس : أ . نهى رسول اللّه عن بيع المعدوم ، ورخّص في السلم . ب . نهى رسول اللّه عن بيع الرطب باليابس ، ورخّص في العرايا . ج . نهى رسول اللّه عن أن يخضد شجر مكة وأن يختلى خلاها ورخص في الإذخر . يلاحظ على المثال الأوّل : أنّه لم يرد على لسان الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : « نهى رسول اللّه عن بيع المعدوم » وإنّما الوارد قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « لا بيع ما ليس عندك » [1] وهو ناظر إلى بيع المبيع الشخصي الذي هو تحت يد الغير ، فما لم يتملّكه البايع لا حق له في بيعه ، لعدم جواز بيع ما لا يملك ، وأين هو من بيع السلم الذي هو بيع شيء في الذمة ، فلم يكن ما صدر عن الرسول بنحو الضابطة شاملاً لبيع السلم حتى يكون الثاني استثناء من الأوّل ومبنيّاً على الاجتهاد والاستحسان . ومنه يظهر حال المثال الثاني أعني : « نهى رسول اللّه عن بيع الرطب