ينزل عليهم جبرئيل ( عليه السلام ) " [1] . وهناك روايات أُخرى كثيرة عنهم ( عليهم السلام ) ورد فيها ذكر كتاب علي أو الصحيفة أو الجامعة ، والتعبير فيها جميعاً : انّه كتاب كبير أو صحيفة طويلة طولها سبعون ذراعاً فيه كلّ حلال وحرام وكلّ ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش ، وأنّها باملاء رسول الله وخطّ علي ، وهذا ما قد يدلّ على أنّ الجميع كتاب واحد سمّي بأسماء مختلفة . وقد حفظت قطعة من هذه الأمالي بعينها اليوم - وذلك من فضل الله تعالى - أوردها الشيخ أبو جعفر الصدوق في المجلس السادس والستين من كتاب أماليه وهي مشتملة على كثير من الآداب والسنن وأحكام الحلال والحرام يقرب من ثلاثمئة بيت [ = سطر ] رواها باسناده إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) بروايته عن آبائه الكرام . وقد قال الصادق ( عليه السلام ) في آخره : انّه جمعه من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وخطّ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) [2] . والمقصود أنّ عصر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان عصر تأسيس التشريع الاسلامي واكتمال الشريعة وكمالها ، وإنّه فيه قد تمّ تبليغ القرآن وتدوينه وجمعه وصدور السنّة النبوية الشريفة وتدوينها وجمعها ، وفي هذا العهد الشريف بدأ التأليف الاسلامي في مجال التشريع وكان عمدة ذلك وأساسه من قِبل الإمام علي ( عليه السلام ) . وأمّا عصر الأئمة من بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - عصر تبيين النصّ وصيانته - فقد امتدّ من وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سنة 11 هجرية إلى عصر الغيبة الكبرى عام 329 هجرية ، وقد قام الأئمة الهداة من أهل البيت ( عليهم السلام ) في هذه الفترة بتبيين الدين الحنيف والتشريع الإلهي الذي أنزله الله سبحانه على نبيّه الأكرم وأكمله له ، وعلّمه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من بعده بصورة كاملة وافية لأخيه ووصيّه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومنه إلى الأئمة من ولده ليصونوا بذلك الدين عن التحريف وتلاعب المبتدعين ويكونوا إلى جانب الكتاب الكريم ميزاناً للحق وأماناً للخلق .
[1] رجال النجاشي : 360 . [2] أمالي الشيخ الصدوق : 518 .