وأبي ذر الغفاري [ ت = 32 ه ] والمقداد بن عمرو الكندي [ ت = 37 ه ] وحذيفة بن اليمان العبسي [ ت = 36 ه ] وعمّار بن ياسر الكناني العنسي [ ت = 37 ه ] وابن عباس القرشي الهاشمي [ ت = 68 ه ] وأبي رافع القبطي [ ت = 41 ه ] وابنه علي بن أبي رافع القبطي [ ت = 150 ه ] وسعيد بن المسيب القرشي المدني [ ت = 94 ه ] والقاسم بن محمّد بن أبي بكر بن أبي قحافة [ ت = 106 ه ] ويحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري [ ت = 150 ه ] وكثير غيرهم في سائر الطبقات ، حتى أنّ الذهبي [ ت = 748 ه ] ذكر في كتابه ميزان الاعتدال في ترجمة أبان بن تغلب [ ت = 141 ه ] من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) [ ت = 148 ه ] : " فهذا - أي التشيع - كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ، ولو ردّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بيّنة " [1] . ولعلّ هذا أحد الأسباب التي حملت الأئمة ( عليهم السلام ) على أن يسندوا أقوالهم وأحاديثهم إلى آبائهم إلى أن ينتهي السند إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأن يصرّحوا بشكل عام بأنّ كل ما نقوله فهو عن آبائنا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [2] رغم أنّ شيعتهم وخواصهم كانوا يعتقدون بعصمتهم ، فإنّ الهدف من ذلك تمكين أتباع المذاهب الفقهية الأُخرى من الاستناد بهذه الأحاديث ؛ لكونها جميعاً عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بتلك السلسلة السندية الذهبية ، فإنّ ورع الأئمة الأطهار وتقواهم وعلمهم وجلالة منزلتهم لم يكن خافياً على أحد ، بل كان مشهوراً معلوماً لدى الجميع ، كما يظهر بمراجعة كتب التاريخ والطبقات . وقد سبّب انتشار الأحاديث النبوية ظهور مدرسة الحديث ووقوف أصحابها في مقابل مدرسة الرأي يتحفظون من إعمال الرأي ، بل وصلت إلى إلغائه واعتباره ضلالة وتحريفاً للدين . يقول الأُستاذ الأشقر في كتابه تاريخ الفقه الاسلامي : " وكان ابن شهاب الزهري [ ت = 124 ه ] - وهو من أعمدة الحديث والرواية - يقول : دعوا السنة تمضي ولا تعرضوا لها بالرأي .
[1] ميزان الاعتدال 1 : 5 . [2] انظر : الكافي 1 : 53 و 58 .