إسم الكتاب : موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت ( ع ) ( عدد الصفحات : 492)
عندهم في دلالته على الدعاء وعدمه ، حيث جاء في تعبيرات جملة منهم أنّه اسم للدعاء أو اسم فعل مدلوله لفظ ( استجب ) والاسم غير المسمّى ، وهذا ظاهره أنّهم جعلوه اسماً وعلماً للفظ لا للمعنى كما بنى عليه الزمخشري ، وبناءً عليه لا يدلّ على الدعاء ، فإنّ اللفظ ليس دعاء . وفرّع بعضهم على ذلك أنّه يكون حينئذ من كلام الآدميّين ولا يكون دعاءً ولا ذكراً فالإتيان به في الصلاة يوجب بطلانها ؛ لأنّه لا يصلح شيء من كلام الآدميّين في الصلاة [1] . إلاّ أنّ هذا الرأي مردود من قِبل كثير من المحققين : بأنّ أسماء الأفعال ليست أسماءً للألفاظ بل للمعاني ، قال الرضي في شرح الكافية : « وليس ما قال بعضهم إنّ ( صه ) مثلا اسم للفظ ( اسكت ) - الذي هو الدالّ على معنى الفعل فهو علم للفظ الفعل لا لمعناه - بشيء ؛ إذ العربي القح ربّما يقول : ( صه ) مع أنّه لا يخطر بباله لفظ ( اسكت ) ، وربّما لم يسمعه أصلاً ، ولو قلت : إنّه اسم ل ( اصمت ) أو ( امتنع ) أو ( كفّ عن الكلام ) أو غير ذلك ممّا يؤدّي هذا المعنى لصحّ ، فعلمنا أنّ المقصود منه المعنى لا اللفظ » [1] . وقد أفاد أيضاً بأنّ اختلافهم إنّما يرجع إلى أمر صناعي ، قال : « والذي حملهم على أن قالوا إنّ هذه الكلمات وأمثالها ليست بأفعال مع تأديتها معاني الأفعال أمرٌ لفظي ، وهو أنّ صيغها مخالفة لصيغ الأفعال وأنّها لا تتصرّف تصرّفها ، ويدخل اللام على بعضها والتنوين في بعض ، وظاهر كون بعضها ظرفاً وبعضها جارّاً ومجروراً » [2] . وعليه ، فلفظ ( آمين ) إذا كان اسماً ل ( استجب ) كان دعاء مثله ، ولا يكون ذلك من كلام الآدميين ، وسيأتي مزيد توضيح له . ثانياً - نفي القرآنية عنه : جاء في كلمات جملة من فقهائنا التأكيد على أنّ ( آمين ) ليس قرآناً ، ونفي القرآنية عنه ممّا لم يخالف فيه أحد من الخاصّة [3]
[1] انظر : جامع المقاصد 2 : 248 . [1] شرح الكافية 2 : 67 . [2] شرح الكافية 2 : 66 . [3] الانتصار : 145 . الغنية : 82 . التنقيح الرائع 1 : 202 .