علي بن عبد اللَّه بن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام . ولد في ليلة 21 من ذي القعدة سنة 1193 في مزرعة لهم تدعى شد غيث ( قريبا من قرية معركة من أعمال صور ) فأنبته اللَّه نباتا حسنا ، وآزره بوابل متصل من لطفه وتوفيقه وعنايته ، فكان * ( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَه فَآزَرَه فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِه يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ) * . [1] فإذا اساريره وهو في المهد تنطق بأسرار عمر والعلى ، وتشرق بأنوار شيبة الحمد ، حتّى كأنّه المعنى بقول القائل : < شعر > في المهد ينطق عن سعادة جده أثر النجابة ساطع البرهان [2] < / شعر > وأمّه الستّ بنت الشيخ علي بن محيي الدين بن علي بن محمد بن حسن ( صاحب المعالم ) بن زين الدين الشهيد الثاني . [3] وأمّا أبوه : فهو السيّد السند والركن المعتمد السيد صالح سبط شيخنا الأجل الشيخ الحرّ العاملي صاحب الوسائل . فكان من أعلام العلماء في عصره انتهت إليه رئاسة الإمامية في البلاد الشامية ، وكان كثير الاطلاع غزير الحفظ ، واسع الرواية ، وله في الطبّ والرياضيات يد طولى وقدح معلى . وكان زاهدا عابدا ملتزما بصوم رجب وشعبان من كلّ سنة ، وصوم يوم الجمعة من كل أسبوع ، وكان يعامل النوافل الراتبة معاملة الفرائض ، فإذا فاته شيء منها لعذر