أشرف علينا ركض الشيخ واستقبله وأخذ بابط السيد ، حتّى جاء به وأجلسه في مكانه وجلس بين يديه ، وفي الأثناء جرى ذكر اختلاف الفقهاء ، فأخذ السيّد يبيّن اختلاف مسالكهم في الفقه وشرع في بيان طبقاتهم من الصدر الأوّل إلى عصره ويبين اختلاف مسالك الفقهاء واختلاف مبانيهم بما يبهر العقول حتى قال الشيخ صاحب ( الجواهر ) بعد ما خرج السيد ، يا سبحان اللَّه ! السيّد جالس جميع طبقاتهم وبحث معهم ووقف على خصوصيات احذقتهم ومسالكهم . هذا واللَّه العجب العجائب ، ونحن نعدّ أنفسنا من الفقهاء ، هذا الفقيه المتبحّر ! قال : ودخلت يوما في الصحن الشريف ، فرأيت السيّد صدر الدين مقبلا ، والشيخ صاحب ( الجواهر ) آخذ بابط السيد والشيخ حسن صاحب ( أنوار الفقاهة ) آخذ بابطه الأخر . لأنّ السيّد كان فيه أثر الفالج ، ولا بدّ أن يأخذ أحد بابطه إذا مشى . وهذا يدلّ على جلالة السيد في نظر الشيخين ، وأنّه في نظرهما في مرتبة الأساتيذ الأعاظم ، فان الشيخين لم يكن في النجف ، بل في الدنيا يومئذ أجلّ منهما . [1] قال في ترجمته في ( روضات الجنات ) وأمّا مشايخه الذين يروى عنهم بطريق الإجازة ، فهم كثيرون جدّا ، تنيف عدّتهم عن عشرة من الفقهاء وأعلاهم سندا والده السيد محمد ، عن شيخه وأستاذه محمد بن الحسن الحرّ العاملي صاحب ( الوسائل ) وغيره ، فإنّه رحمه اللَّه تعالى يروى كتاب ( الوسائل ) بتمامه من هذا الطريق ، وكذلك عن شيخه الشيخ سليمان العاملي عن السيد محمد المذكور . [2]