نام کتاب : مناهج الأحكام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 267
بل لعله يمكن أن يقول : إن تلك الأدلة مبينة لمجمل الآية ، وبيان الآية بالنص والإجماع أيضا كأنه مما لا خلاف فيه . وبالجملة : فالترجيح مع وجوب التفصيل . وفي هذا المقام أبحاث اخر طويناها على عزها تركا للإكثار . ويظهر من جماعة من الأصحاب أن الجهر أن يسمع غيره القريب تحقيقا أو تقديرا ، والإخفات أن يسمع نفسه كذلك ، وادعى الفاضلان على ذلك الاجماع [1] . ويظهر من جماعة منهم مع ذلك اعتبار صدق العرف ، وظهور جوهر الصوت في الإخفات [2] ، فرب إخفات يسمع القريب ، ورب جهر لا يسمعه ، وهو المعتمد . ويدل على اعتبار إسماع نفسه في الإخفات - مضافا إلى عدم صدق الإخفات عرفا باعتبار عدم صدق الكلام ظاهرا - ظاهر الآية بناء على التفسير المستفاد من الأخبار ، ويظهر من بعض الأخبار أيضا . والذي يقوى في نفسي هو اعتبار الأمرين لهما ، أما اعتبار العرف فظاهر ، وأما اعتبار الإسماع فللإجماع الذي نقله الفاضلان ، ولاستصحاب شغل الذمة . وما ورد في بعض الأخبار الصحيحة وغيرها من جواز الاكتفاء بمثل حديث النفس [3] . وبأن يتحرك لسانه في لهواته ، من غير أن يسمع نفسه ، فقد حملها الشيخ [4] على من يصلي خلف من لا يقتدى به ، وهو صريح صحيحة علي بن يقطين [5] . وأما ما ورد في الصحيح من الاكتفاء بسماع الهمهمة إذا كان على فيه ثوب فهو إما محمول على الاضطرار ، أو أن المراد بالهمهمة الصوت الضعيف ، كما في القاموس .
[1] المعتبر : ج 2 ص 177 ، تذكرة الفقهاء : ج 3 ص 153 . [2] مجمع الفائدة والبرهان : ج 2 ص 226 ، مفاتيح الشرائع : ج 1 ص 134 . [3] تهذيب الأحكام : ج 3 ص 36 ح 40 . [4] المصدر السابق . [5] تهذيب الأحكام : ج 3 ص 36 ح 41 .
267
نام کتاب : مناهج الأحكام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 267