responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات فقهية نویسنده : السيد محمود الهاشمي    جلد : 1  صفحه : 23


وهي وإن كانت متعرّضة بصدرها للصيد لا للذباحة ، ولا يشترط فيه الاستقبال جزما ، إلَّا أنّه يمكن دعوى إطلاق قوله تعالى * ( واذْكُرُوا اسْمَ الله عَلَيْه ) * في الذيل وشموله للصيد ولما يذبح منه إذا أدركه الصياد حيّا ولما يذبح ابتداء المبيّن في الآية السابقة لها * ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ) * . * ( إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ ) * [28] فالذيل جملة مستقلَّة مطلقة ترجع إلى كلّ ما يراد تذكيته سواء في ذلك ما يذبح أو ما يصاد من دون إدراكه حيّا أو مع إدراكه حيّا .
ولعلّ القرينة على هذا الإطلاق تأخير ذكره ، فإنّه لو كان النظر إلى التسمية في الصيد خاصّة كان المناسب ذكره حين إرسال الجوارح ، والذي هو قبل تحقّق الإمساك منهن عادة ، فالحاصل ظاهر هذه الجملة في ذيل هذه الآية النظر إلى مجموع ما بيّن في الآيتين : الآية الأولى المتعرّضة للذبح والآية الثانية المتعرّضة للصيد ، وأنّ التذكية منهما معا يكون بذكر اسم اللَّه عليه كلّ بحسبه وما عداه حرام ، فيمكن التمسّك بإطلاقه لنفي شرطية الاستقبال زائدا على ذلك ، وإلا كان يلزم ذكره أيضا .
3 - قوله تعالى في سورة البقرة :
* ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ واشْكُرُوا لِلَّه إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاه تَعْبُدُونَ . إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ والدَّمَ ولَحْمَ الْخِنْزِيرِ وما أُهِلَّ بِه لِغَيْرِ الله فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ ولا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْه إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ ) * [29] .
وجه الدلالة : أنّها وإن ذكرت بالمطابقة حرمة ما أهلّ به لغير اللَّه - أي نودي عليه لغير اللَّه - ولكن حيث ذكرت ذلك بأدوات الحصر المستفاد من صدر الآية وذيلها ومن السياق والأمر بأكل الطيبات في الآية الأولى ، فلا محالة يستفاد منها حلَّية ما عدا ذلك ممّا لم يذكر ، ومنه ما أهلّ به للَّه من الذبائح ولو لم يستقبل به القبلة ؛ لأنّه ليس مما أهلّ به لغير اللَّه ولا الميتة ولا لحم الخنزير . وما أهلّ به



[28] المائدة / 3 .
[29] البقرة / 172 - 173 .

23

نام کتاب : مقالات فقهية نویسنده : السيد محمود الهاشمي    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست