نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 64
شواطئه وعمّق أغواره ، وانعكست على جميع الأبواب التي طرقها ، والعلوم التي بحثها ، ويتجلّى هذا واضحاً في دقّته حين يستعرض الآراء الفلسفية التي استعان بها بعض علمائنا العظام في بحوثهم الأصولية ، فينقدها بفكرة الثاقب ، ويكشف عن مكامن أخطائها ، ويعالج مواضع ضعفها ، ويضع كلّ شيء في نصابه وعلى مسيره الصحيح . هذا ما تراه بوضوح في مناقشاته لآراء ونظريات الميرزا النائيني رحمه الله والمحقّقين الكبار الآخرين كالآخوند الخراساني وآقا ضياء الدين العراقي والشيخ الأصفهاني قدّست أسرارهم . أضف إلى ذلك اتّصاف أبحاثه العلمية بالموضوعية والتهذيب ، فمع أنّ الفلسفة والعرفان من أهمّ ما نبغ فيه الإمام الخميني ، فإنّك لا تراه يطرق ما يتعلّق من بحوثهما بعلم الأصول إلا بمقدار الضرورة ، ويوكل التفاصيل إلى محالّها ومظانّها ، وحين يرى أنّ البحث المطروق في علم الأصول عديم الجدوى أو نادر النفع فإنّه يحذفه ويلغيه ، ويوفّر على الطلاب عناء بحثه ، أو يكتفي بالتنويه عنه من دون تفصيل وتطويل [1] . وفي هذا الصدد يقول أحد تلامذته ( الشيخ الفاضل اللنكراني قدّس سرّه ( « أمّا طريقة السيد الإمام قدّس سرّه فقد كان بناؤه على ملاحظة
[1] راجع : الخميني ، روح الله ، أنوار الهداية ، تحقيق ونشر مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني قم ، ط 1 ، 1413 ه - 1993 م ، مقدّمة التحقيق ، ص 7 وما بعدها .
64
نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 64