نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 22
وهذه الشبهة صاغها السيد الطباطبائي بهذه الصورة حيث قال : « وقد اشتبه الأمر على من يقول : إنّ جعل القوانين العامّة لمّا كان لصلاح حال البشر وإصلاح شأنه وجب أن تتبدّل بتبدّل الاجتماعيات في نفسها وارتقائها وصعودها مدارج الكمال ، ولا شكّ أنّ النسبة بين ذلك العصر وعصر بعثة عيسى عليه السلام وموسى عليه السلام ، فكان تفاوت النسبة بين هذا العصر وعصر النبي صلّى الله عليه وآله موجباً لنسخ شرائع الإسلام ، ووضع قوانين أُخر قابلة الانطباق على مقتضيات العصر » . ثم أجاب عن ذلك قائلاً : « إنّ الدين لم يعتبر في تشريعه مجرّد الكمال المادّي الطبيعي للإنسان ، بل اعتبر حقيقة الوجود الإنساني ، وبنى أساسه على الكمال الروحي والجسمي معاً ، وابتغى السعادة المادّية والمعنوية جميعاً ، ولازم ذلك أن يعتبر فيه حال الفرد الاجتماعي المتكامل بالتكامل الديني دون الفرد الاجتماعي المتكامل بالصنعة والسياسة ، وقد اختلط الأمر على هؤلاء الباحثين ، فإنّهم لولوعهم في الأبحاث الاجتماعية المادّية - والمادّية متحوّلة متكاملة كالاجتماع المبنيّ عليها - حسبوا أنّ الاجتماع الذي اعتبره الدين ، نظير الاجتماع الذي اعتبروه ، اجتماع ماديّ جسمانيّ ، فحكموا عليه بالتغيّر والنسخ حسب تحوّل الاجتماع المادّي . والدين لا يبني تشريعه على أساس الجسم فقط ، بل الجسم والروح جميعاً ، وعلى هذا يجب أن يفرض فرد دينيّ أو اجتماع دينيّ جامع للتربية الدينية والحياة المادّية التي سمحت به دنيا اليوم ،
22
نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 22