نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 164
ومن هنا طرح هذا السؤال المهمّ : هل ثمّة تأثير للزمان والمكان في موضوعات العبادات ، أم أنّ الأمر يقتصر على موضوعات المعاملات في الفقه ؟ اعتبر الكثير من الباحثين أنّه ليس للزمان والمكان تأثير في باب العبادات مطلقاً . ومردّ ذلك أنّه لم يوكل إلى العرف أيّ عنوان من تلك العناوين الواردة في مجال العبادات ، أمّا في المعاملات فيمكن أن يكون ثمّة دخل للزمان والمكان فيها ، لأنّ المصداق فيها موكول إلى العرف . ومن أجل توضيح هذا الرأي ينبغي تقديم مقدّمة مفادها : إنّ التقسيم الدقيق للأحكام يفيد أنّها على ثلاثة أقسام : أوّلا : العبادات . الثاني : المعاملات . الثالث : السياسات . وجميع الآراء الفقهية تتّفق على أنّ ملاكات العبادات ليست واضحةً للبشر . وعليه ، فلا يمكن لأحد أن يكتشف ملاكات الأحكام في هذا الإطار ، ولذا لو ورد في بعض المصادر إشارة إلى فلسفة حكم أو علةٍ له فالمراد من ذلك حكمة ذلك الحكم وجزء علّته لا علته التامة وملاكه الكامل . توضيح ذلك : إنّ تشخيص الموضوع في باب العبادات من الجهة الصدقية هو من وظائف الشارع ، بمعنى أنّ الفقيه يأخذ الحكم من
164
نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 164