نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 77
لا تغيير فيها ولا تبديل ، ولا مجال فيها للاجتهاد من حيث شروطها ومواقيتها وكيفيّتها وأعدادها . وما فيها من خلافات بين الفقهاء لا يتعدّى تفصيلات بعض الشروط والهيئات والأجزاء . وأمّا المعاملات - بالمعنى الأوسع - فإنّها تشريعات لحالات متقلّبة متغيّرة لا تستقرّ على هيئة واحدة ، وخاصّة ما يتعلّق منها بالنواحي التنظيمية للمجتمع وأنشطته السياسية والاقتصادية والزراعية والصناعية والسكّانية [1] . السبب الأوّل : مشكلة المنهج الأرسطي والخلل فيه نحن نعلم أنّه بعد حركة الترجمة التي حصلت في العصر العباسي دخل إلينا القياس الأرسطي في مبحث القياس ، وفي كيفية التفكير ، وكان لهذا أثر بالغ وكبير على الفكر الديني عموماً ، سواء ما يتعلّق بأصول الدين أو فروعه ، ولعلّه كان هو السبب في أن يتجّه الفقه عندنا - أو نظرية الاجتهاد التي لم توظَّف فيما ينبغي أن تكون - وأن يسير بالنحو الذي هو عليه الآن . فالمنهج له تأثير كبير في عملية الاستنباط . والدليل على ذلك : إنّ المنهج الفقهي قبل السيد الصدر قدس سره كان يذهب إلى المنطق الأرسطي في عملية الاستنباط ، وعندما ذكر أو بيّن نظرية الأسس المنطقية للاستقراء ، فإنّ أصوله في كثير من مبانيه قد تغيّرت ،