responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطارح الأنظار نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 2


بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم أحمدك اللَّهمّ على ما طهّرتنا من دنس الإشراك وفضّلتنا بعبادتك على ملإ الأفلاك مسترشدا إليك عما أضلت العقول ومستهديا منك في تفريع الأصول لنتحذى حذو ما أمرت وننتحي نحو ما أردت وأصلَّي وأسلَّم على من أحيا موات القلوب بحكم الشافية ونقاها عن صفات العيوب بكلمة الوافية ورفع عن فطرتها الرذائل وألبسها العافية ودفع عن نيتها الزلازل بوقايته الكافية فلم يزل صلى اللَّه عليه وآله في تفجير صلودها ومبالغا في تخضير عودها حتى اعشوشب قفارها بالخشوع واحلولت ثمارها بالخضوع واستولت على أرجائها القنوع واشتكلت بهيئة الإيمان واشتملت على الحكمة والبرهان وامتثلت ما اقتضاه القرآن واختزل عز جنانها الشّيطان وصار الملك يومئذ للَّه الواحد المنّان وعلى آله الَّذين أفصحوا عن مراده ودلَّوا على صراطه خلفائه على الأمة وأمنائه على الملَّة والسّنّة مناهج الحق ومسالك اليقين ومالكي الدّين أئمة الخلائق وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين صلاة كثيرة لا يحصيها العادّون ولا يبلغ غايتها المجتهدون ما اختلف اللَّيل والنّهار واعترف الربيع بالأزهار فإنّ العلم نور أشرقت له السّماوات وانكشفت به الظَّلمات وصلح عليه أمر المخلوقات وهو المنهج الأشم والاسم الأعظم والترياق الأكبر والكبريت الأحمر والذّروة العليا والجنّة المأوى والمدينة الَّتي أنفت بالعلاء أركانها والخطيرة الَّتي شرفت بالسّناء جدرانها وكلمة اللَّه الَّتي لو كان البحر مدادا لنفد البحر قبل ما يعتريها النفاد وحكمة اللَّه الَّتي أوتي خيرا كثيرا من أوتيها من العباد وهو السّراج الوهّاج والماء الثجاج وفضل اللَّه ورحمته وصراط الحق وعصمته والمدّة في الحياة والعدّة بعد الممات والمنهاج الواضح المسالك والدّليل إذا عميت المهالك وبه يقترب القاصي وينتدب العاصي وتملك النواصي وتستخلص الصّياصي فلعمري أنّه الفضل الَّذي لا يجحد والشرف الَّذي لا يحد والرّتبة الَّتي لا ينالها إلا من اختاره اللَّه وقدّمه أو الَّذي اصطفاه وولاه وحكمه أكرم به من أسماء علَّمها آدم عليه السلام وأعظم به من أسرار جرت في ولده إلى خاتم خصّ بالتّحية والإكرام فاستودعها صلى الله عليه وآله أطائب عترته واستأمن عليها أكارم أرومته تشييد القواعد الدّين وتمهيد الأساس اليقين وحفظا لحوزة المؤمنين وردعا لبادرة الكافرين فمن تداركه فضل من الرّحمن اعترف من فضالتهم ومن أدركه عون من الدّنان اقتبس جذوة من نبالتهم فإذا العلماء معادن الحكمة وتراجمة الأوحاء وأسفاط الفضيلة ومستودع الأنباء احتجّ اللَّه بهم على العباد في دار الدّنيا ويوم التناد فقاموا بما استحفظوا كثر اللَّه أمثالهم خير القيام وقعدوا في تدوينه شكر اللَّه سعيهم عن طيب المأكل والمنام وصبروا في نشره على الأذى والآلام وحسروا عن ذراع الهمة لتمكين الخلائق في الحلال والحرام فتناولوه يدا عن يد وتداولوه واحدا بعد أحد فلم يزل ذلك دأبهم من قديم الزّمان وديدنهم في كل وقت وآن حتّى انتهى الفضل إلى خاتمة المجتهدين وانحصر العلم في رائس الملَّة والدّين مرجع العلماء المحققين وفخر الفقهاء المتبحّرين معقل الأنام وكهف المسلمين والإسلام الكاشف بسنا أنواره غياهب الظَّلام عن وجوه الأحكام طود التّقى بحر النهى ملاذ الورى علم الهدى مرتضى المصطفى مصطفى المرتضى مولى العصابة وعند الباري المهاجر إلى الحق مرتضى الأنصاري أجزل اللَّه في الدارين مثوبته ورفع في العلَّيّين فارتقى في العلم مرتقى لم يسبقه الأوّلون واحتوى في الفضل رتبة ما أدركه الآخرون وفاز بمقام يغبطه العالمون فشخصت إليه الأبصار ورنت لديه الأنظار ومدّت نحوه الأعناق وألمّت عنده الآفاق وأنيخت بفنائه الركاب وأحدقوا به من كلّ باب روما للاغتراف من لجج بحاره وميلا للالتقاط من درر نثاره وطمعا في الاستنارة بتألَّق أنواره وحرصا على الثناء آثاره فامتلى كلّ إناء قدر ما وعاه وحكى كلّ زجاجة ما حاذاه ربّيّون كثير ما وهنوا عن تناوش جداه وحيث إن حكيم الفقهاء الرّبانيّين وفقيه الحكماء الإلهيّين وحيد عصره وزمانه وفريد دهره وأوانه علامة العلماء والمجتهدين وكشّاف حقائق العلوم بالبراهين صاحب المفاخر والمكارم الحاج ميرزا أبو القاسم النوري الرّازي قدس اللَّه تربته وأعلى في الجنان رتبته كان الَّذي اقتطفه من تلك الشجرة أحلاها وما التقطه من تلك الثمرة أزكاها وما استظهره من الحقائق أحلاها وما استبطنه من الدقائق أنقاها مشتملا على فوائد نفعها أعمّ ومحتويا لزوائد فيضها أتمّ تاقت نفوس الطالبين إلى مناله وراقت عيون المشتغلين رؤية مثاله فذهبت عليه نفسهم حسرات وطلبت نسخته من كل حاجز وآت فاعتنى لطبع هذا الكتاب المستطاب المسمّى بمطارح الأنظار إعانة على البرّ واكتسابا للصّواب بعض من وفقه اللَّه لمراضيه وجعل مستقبل أيّامه خيرا من ماضيه عمدة الأخيار وزبدة التجّار المبرّأ من كل شين الآقا ميرزا محمّد حسين النوري أدام اللَّه عزه وإقباله فبحمد اللَّه والمنّة خرج كتابا يسير في الأيدي مسير الصّبا في الأمصار وصلَّى اللَّه على محمّد وآله الأطهار

2

نام کتاب : مطارح الأنظار نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 2
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست