جواب ما أورده على نفسه بقوله « فان قلت هذا الاعتبار يقتضي انفعال غير المستوي مطلقا مع إن الذاهبين إلى اعتبار المساواة مصرحون بعدم انفعال القليل المتصل بالكثير إذا كان الكثير أعلى » إلى أن قال قده قلت لعل الوجه فيه إن المقتضى لعدم انفعال النابع بالملاقاة هو وجود المادة له ولا ريب ان تأثير المادة إنما هو باعتبار إفادتها الاتصال بالكثرة وليس الزائد منها على الكر بمعتبر في نظر الشارع فيرجع حاصل المقتضى إلى كونه متصلا بالكر على جهة جريانه إليه واستيلائه عليه وهذا المعنى بعينه موجود فيما نحن فيه فيجب أن يحصل مقتضاه » انتهى وهذه العبارات كما ترى تومئ إلى أنه ( قده ) يقول بالاعتصام في الغديرين المتصلين بساقية بينهما إذا كان المجموع كرا وكانا متساويين أو كان الكثير أعلى وكيف كان فسواء قال المعالم باعتبار الاجتماع في صدق وحدة الماء أو لم يقل وسواء كان به قائل غيره أو لم يكن فالحق عدم اعتبار الاجتماع لإطلاق مثل قوله عليه السلام إذا كان الماء قدر كر لم ينجسه شيء فإنه يشمل المجتمع في سطح كالحوض والحب أو في سطوح متعددة كالغديرين المتواصلين بساقية بينهما حيث يعد ما فيهما وفي ساقيتهما من الماء شيء واحد من ناحية اتصال بعضه ببعض ويستكشف ذلك من اتحاد الغديرين المتصلين بالساقية ثم اجراء الماء فيهما حتى يمتلئ مع الساقية فإنه لا يشك في صدق وحدة الماء ح . فالأقوى كما في المتن عدم الفرق في الكر والقليل بين المجتمع والمتفرق فلا ينفعل المتفرق إذا كان المجموع كرا وينفعل المجموع بملاقاة بعضه لو لم يكن المجموع كرا . وأما الماء القليل المنفعل بالملاقاة إذا اتصل بالكر بساقية ففي طهره بمجرد اتصاله بالكر أو اشتراط ممازجته معه قولان . أحوطهما الأخير كما تقدم بسط الكلام فيه في المسألة الثالثة عشر في أول أحكام المياه .
وليعلم أنه إن قلنا بكفاية اتصال الغديرين بالساقية في صدق الوحدة على ما فيهما وفي الساقية من الماء يجب أن يقال بانفعال المجموع بملاقاة بعضه من النجس إذا لم يكن المجموع كرا وبعدم انفعال البعض الملاقي فضلا عن المجموع إذا كان المجموع كرا . وإن قلنا باعتبار الاجتماع أي اجتماع المياه في سطح واحد وعدم تفرقها في صدق الوحدة فاللازم هو انفعال موضع الملاقاة إذا لم يكن هو بنفسه كرا ولو كان المجموع كرا واختصاص الانفعال أيضا بموضع الملاقاة سواء كان المجموع كرا أولا وذلك لعدم اتحاد ما في هذه

77