نام کتاب : مصباح الهدى في شرح عروة الوثقى نویسنده : الشيخ محمد تقي الآملي جلد : 1 صفحه : 312
تكون حكمية كما إذا تردد حيوان بين أن يكون مما حرم أكل لحمه أو حلّ أو شك في الموطوئة في حليته وحرمته ففي الأول فإن كان أصل موضوعي منقّح للموضوع يكون هو المرجع فيثبت به حال الموضوع ويترتب عليه حكمه كما إذا شك في صيرورة حيوان موطوئة أو جلَّالا وإلا فالمرجع هو أصالة الطهارة في بوله وخرئه سواء كان البول أو الخرء بنفسه متعلق الشك بان لا يدرى انه من البعير أو الفيل أو كان الشك في الحيوان الذي خرج منه البول والخرء ولا يكفي في الحكم بطهارة بوله وخرئه الحكم بحليته الظاهرية المستفاد من قاعدة الحل لأن النجاسة مترتبة على الحرمة الواقعية ولا منافاة بينها وبين الحلية الظاهرية كما حقق في مقام الجمع بين حكمي الواقعي والظاهري وليست طهارة البول والخرء مترتبة على الحلية الظاهرية حتى يحكم بها بالأصل المثبت للحلية الظاهرية كما إن نجاستهما أيضا لا تترتب على الحرمة الظاهرية فلو كان الأصل الجاري في الحيوان المردد بين الحل والحرمة هو أصالة الحرمة لما ثبت به نجاسة بوله وخرئه كما إن بالحلية الثابتة حال الاضطرار لا يثبت طهارة ما يخرج منه مع أنها حلية واقعيّته لكنها ثانوية . وعلى الثاني أعني ما كانت الشبهة حكمية فمع جريان أصل موضوعي منقّح لحال الموضوع يكون هو المرجع كما إذا شك في حكم الموطوئة حيث يرجع إلى أصالة بقاء حليتها الثابتة قبل صيرورتها موطوئة نظير استصحاب حكم الماء المتغير الَّذي زال تغيره من قبل نفسه وربما يشكل في إجراء الاستصحاب في الشبهة الحكمية بدعوى تغير الموضوع لكون الموضوع للحكم هو الصورة الذهنية ومن المعلوم تغاير الموضوع بحسب الصورة الذّهنية في القضية الَّتي تكون الغنم بما هي هي موضوعا لها أعني قضية ( الغنم حلال ) مع ما هو الموضوع في القضية الَّتي تكون الغنم بما هي موطوئة موضوعا لها وهي قولنا الغنم الموطوئة حرام فإسراء الحكم الثابت لموضوع القضية الأولى إلى القضية الأخيرة اسراء له عن موضوع إلى موضوع آخر ولكنه يندفع باتحادهما عرفا وهو المحكم في صدق الوحدة مع إن التعدد في موضوع القضيتين إنما هو بلحاظ تعدد وجودهما في الذهن ولكن المأخوذ في موضوع القضية إنما هو الصورة الذهنية بلحاظ حكايتها عن الخارج فيصير الموجود في الخارج محكوما عليه لا بقيد وجودها في الذّهن ولا إشكال في اتحاد موضوع القضيتين في الخارج وإن وصف الموطوئية يكون عارضا
312
نام کتاب : مصباح الهدى في شرح عروة الوثقى نویسنده : الشيخ محمد تقي الآملي جلد : 1 صفحه : 312