منها : قوله تعالى : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول [1] . وفيه أولا : أنه ليس في الآية ما يدل على أن الغيبة من الجهر بالسوء إلا بالقرائن الخارجية . وثانيا : لا يستفاد منها التحريم ، فإن عدم المحبوبية أعم منه ومن الكراهة المصطلحة . ومنها : قوله تعالى : ويل لكل همزة لمزة [2] . وفيه : أن الهمزة واللمزة بمعنى كثير الطعن علي غيره بغير حق ، سواء كان في الغياب أم في الحضور ، وسواء كان باللسان أم بغيره ، وسيأتي أن الغيبة عبارة عن إظهار ما ستره الله ، وبين العنوانين عموم من وجه . ومنها : قوله تعالى : إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم [3] . وفيه : أن الآية تدل على أن حب شيوع الفاحشة من المحرمات ، وقد أوعد الله عليه النار ، والغيبة اخبار عن الفاحشة والعيب المستور ، وهما متبائنان ، إلا أن يكون الاخبار عن العيوب المستورة بنفسه من الفواحش ، كما هو مقتضى الروايات الدالة على حرمة الغيبة ، بل في بعض الروايات عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عز وجل : إن الذين يحبون - الآية [4] . ويرد عليه أولا : أنه خروج عن الاستدلال بالآية إلى الرواية .
[1] النساء : 147 . [2] الهمزة : 1 . [3] النور : 18 . [4] الكافي 2 : 266 ، عنه الوسائل 12 : 280 ، مرسلة . رواها الصدوق بطريق آخر ( الأمالي : 276 ) ، ولكنها مجهولة لمحمد بن حمران .