نعم المراد هنا من المؤمن في رواياتنا غير ما هو المراد في روايات العامة ، ومن هنا منعوا عن سب أبي حنيفة [1] وأشباهه . ويدل على الحرمة أيضا قوله تعالى : واجتنبوا قول الزور [2] ، فإن سب المؤمن من أوضح مصاديق قول الزور ، ولا ينافي ذلك ما ورد من تطبيق الآية على الكذب كما سيأتي . قوله : ورواية ابن الحجاج عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في الرجلين يتسابان ، قال : البادي منهما أظلم ووزره على صاحبه ما لم يعتذر إلى المظلوم [3] ، وفي مرجع الضمائر اغتشاش ويمكن الخطأ من الراوي . أقول : محصول كلامه أن الظاهر وقوع الاغتشاش في مرجع الضمائر في الرواية بحسب المعنى ، فإنه إذا رجع الضميران المجرور في قوله ( عليه السلام ) : ووزره على صاحبه ، إلى الراد لزم كون الوزرين كليهما على البادي وليس على الراد شئ . ويمكن أن يكون لفظ الرواية : مثل وزره على صاحبه ، فتكون دالة على أن البادي يستحق وزرين : أحدهما للمباشرة ، والثاني للتسبيب ،
[1] في شرح فتح القدير في عداد من لا تقبل شهادته قال : ولا من يظهر سب السلف كالصحابة والتابعين ومنهم أبو حنيفة وكذا العلماء ( شرح فتح القدير 6 : 40 ) . [2] الحج : 31 . [3] ابن الحجاج البجلي عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) في رجلين يتسابان ، فقال : البادي منهما أظلم ، ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يعتذر إلى المظلوم ( الكافي 2 : 368 ، عنه الوسائل 12 : 297 ) ، صحيحة . وفي حسنة أخرى باختلاف في صدر السند ، قال ( عليه السلام ) : ما لم يتعد المظلوم ( الكافي 2 : 243 ، عنه الوسائل 16 : 29 ) حسنة لإبراهيم بن هاشم .