responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 394


إلا أن يكون مراد الفلاسفة أن الفياض على الاطلاق في جميع الحالات هو الباري تعالى ، ولكن إفاضة الوجود بواسطة النفوس الفلكية ، وهي طرق لوصول الفيض وليست مؤثرة في عالم العناصر ليلزم منه انكار الصانع ، ويظهر هذا من كلام جماعة منهم .
على أن الظاهر من الآيات والروايات أن حركة الأفلاك إنما هي حركة قسرية وبمباشرة الملائكة ، فالاعتقاد على خلافه مخالف للشرع وتكذيب للنبي الصادق ( صلى الله عليه وآله ) في أخباره ، فيكون كفرا ، وإرادة النفوس الفلكية من الملائكة من تأويلات الملاحدة ، كما صرح به المجلسي ( رحمه الله ) في اعتقاداته [1] .
ثم إن الاعتقاد بالأمور المذكورة إنما يوجب الكفر إذا علم المعتقد بالملازمة بينها وبين انكار الصانع أو تكذيب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وإلا فلا محذور فيه كما عرفت في المقدمة الثانية .
2 - أن يلتزم بتأثير الأوضاع الفلكية والكيفيات الكوكبية بنفسها في حوادث العوالم السفلية ، كتوسعة الرزق وأنوثة الولد ورجولته ، وصحة المزاج وسقمه ، وازدياد الأموال ونقصانها ، وغيرها من الخيرات والشرور ، سواء قلنا بالنفوس الفلكية أم لم نقل ، وهو على وجهين : الأول :
أن يكون ذلك علة تامة لحدوث الحوادث ، والثاني أن يكون شريكا للعلة في الأمور المذكورة .
وكلا الوجهين باطل ، لأنه انكار للصانع أو لتوحيده جل وعلا ، والظاهر أنه لا خلاف في ذلك بين الشيعة والسنة [2] ، بل قامت الضرورة بين



[1] راجع البحار 58 : 308 ، 59 : 299 .
[2] عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : أن المعلوم ضرورة من الدين ابطال حكم النجوم وتحريم الاعتقاد بها والزجر عن تصديق المنجمين ( شرح النهج 6 : 212 ) . وفي سنن البيهقي في حديث زيد الجهني : قال الشافعي : وأما من قال مطرنا بنوء كذا ، على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أن أمطره نوء كذا ، فذلك كفر ، وفي الموضع المزبور عن الجهني عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال الله : أصبح من عبادي مؤمن وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ( سنن البيهقي 3 : 358 ) . ورواه العلامة ( رحمه الله ) مرسلا في التذكرة في صلاة الاستسقاء ( التذكرة 1 : 169 ) . ورواه صاحب الوسائل أيضا مرسلا ( الذكرى للشهيد الأول : 251 ، عنه الوسائل 11 : 374 ) . في لسان العرب مادة نوأ : قال أبو عبيد : الأنواء ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة ، وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا : لا بد من أن يكون عند ذلك مطر أو رياح ، فينسبون كل غيث عند ذلك إلى ذلك النجم ، فيقولون : مطرنا بنوء الثريا - الخ ، وإنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ، أي نهض وطلع ( لسان العرب 1 : 176 ) .

394

نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست