نام کتاب : مصباح الفقاهة في المعاملات - المكاسب المحرمة ( موسوعة الإمام الخوئي ) نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي جلد : 1 صفحه : 448
أقول : لا ريب في خروج هذا النوع أيضاً من السحر موضوعاً وحكماً تعليماً وتعلّماً ، بل لا دليل على حرمته في نفسه إلاّ إذا ترتّب عليه عنوان محرّم من إيذاء إنسان والإضرار به ، أو كانت مقدّماتها محرّمة ، فيحرم الاشتغال بها وإلاّ فلا يحرم استخدام الجنّ وكشف الغائبات بواسطتهم ، بل لا دليل على حرمة إيذاهم . النوع الرابع ممّا ذكره المجلسي ( رحمه الله ) من أقسام السحر : التخيّلات والأخذ بالعيون ، وهذا النوع يتّضح بأُمور : الأول : وقوع الأغلاط في البصر كثيراً ، فإنّ الساكن قد يُرى متحرّكاً وبالعكس ، كما أنّ راكب السفينة إذا نظر إلى البحر يرى السفينة ساكنة ويرى الماء متحرّكاً ، والقطرة النازلة من السماء ترى خطّاً مستقيماً ، والشعلة الجوّالة ترى دائرة من النار ، والأشياء الصغيرة ترى في الماء كبيرة ، وغير ذلك من أغلاط البصر . الثاني : أنّ المحسوسات قد يختلط بعضها ببعض إذا كانت مدركة بسرعة النظر لأنّ القوّة الباصرة إذا وقفت على محسوس وقوفاً تامّاً في زمان معتدّ به أدركته على نحو لا يشتبه بغيره كثيراً ، وأمّا إذا أدركته في زمان قليل ثم أدركت محسوساً آخر وهكذا فإنّه يختلط بعضه ببعض . الثالث : أنه قد تشغل النفس بشيء فلا تشعر حينئذ بشيء وإن كان حاضراً عند الإنسان ، كالوارد على السلطان ، فإنّه قد يلقاه شخص فيتكلّم معه ولكن لا يلتفت إليه ، والناظر في المرآة يرى القذارة في عينيه ولا يرى أكبر منها . إذا عرفت هذه الأُمور اتّضح لك تصوير هذا النوع من السحر ، فإنّ المشعبذ الحاذق يشغل أذهان الناظرين بأُمور ، ويأخذ بأبصارهم ، ثم يعمل شيئاً آخر بسرعة شديدة وبحركة خفيفة ، فيظهر لهم غير ما انتظروه ، فيتعجّبون منه .
448
نام کتاب : مصباح الفقاهة في المعاملات - المكاسب المحرمة ( موسوعة الإمام الخوئي ) نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي جلد : 1 صفحه : 448