نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي جلد : 1 صفحه : 151
إسم الكتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام ( عدد الصفحات : 386)
وقيل : إنّ الدوام على فعل الحسنات يدعو إلى ترك السيّئات بالخاصّة فكأنّها تذهب بها . « ذلِكَ » إشارة إلى قوله : فاستقم وما بعده . « ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ » عظة للمتّعظين حيث علموا أن ذكرهم اللَّه سبب لذكر اللَّه إيّاهم . وقيل : إنّه إشارة إلى القرآن وكفى به عظة لمن اتّعظ ، وقال الشيخ في التبيان يعني ما ذكره من قوله : « إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ » فيه تذكار لمن تذكَّر به وتفكَّر . الثالثة : « فَسُبْحانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وحِينَ تُصْبِحُونَ ولَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ وعَشِيًّا وحِينَ تُظْهِرُونَ » [1] . « فَسُبْحانَ الله » خبر في معنى الأمر بتنزيه اللَّه تعالى عمّا يليق به والثناء عليه في هذه الأوقات الَّتي يظهر فيها قدرته وتتجدّد فيها نعمته . « حِينَ تُمْسُونَ وحِينَ تُصْبِحُونَ » الإمساء الدخول في المساء ، والإصباح الدخول في الصباح . وآثار القدرة فيها ظاهرة . فإنّ المساء وقت زوال النور الكامل المنتشر في جميع الآفاق في زمان يسير ، والصباح وقت انتشار النور في زمان يسير أيضا . « ولَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ » أي هو المستحقّ بحمد أهلها لأنعامه عليهم أي على أهل السماوات والأرض أن يحمدوه فكأنّها جملة معترضة كما قال في الكشّاف . « وعَشِيًّا » معطوف على حين تمسون : أي وفي العشاء وترك لفظ الحين فيه لعدم مجيء الفعل منه . « وحِينَ تُظْهِرُونَ » أي تدخلون في الظهيرة وهي نصف النهار ويحتمل أن يكون وله الحمد متعلَّق بما بعده ، ويكون قوله : وعشيّا معطوفا على السماوات والأرض بنزع الخافض : أي وله الحمد في السماوات والأرض وفي العشيّ والظهيرة فيكون التسبيح متعلَّقا بالمساء والصباح ، والحمد بالعشيّ والظهيرة لأنّ تجدّد النعمة في هذين