responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 146


وإن فسّرت بقراءة صلاة الفجر كان فيها دلالة على الوجوب نظرا إلى تعلَّق الأمر بإقامتها وحينئذ فيكون إثبات القول بوجوب القراءة في باقي الصلوات لعدم القائل بالفصل . ثمّ إنّه أشار إلى بيان فضيلة صلاة الفجر بقوله :
« إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً » تشهده ملائكة الليل والنهار فإنّهم يجتمعون في صلاة الصبح ينزّل هؤلاء ويصعّد هؤلاء ، ولا يخفى أنّ ذلك في آخر ديوان الليل وأوّل ديوان النهار ، ويتحقّق ذلك إذا فعلت في أوّل وقتها . فيكون فيه إشارة إلى الحثّ على فعلها في أوّل الوقت ، وبه يبطل قول من يذهب إلى أنّ وقتها ليس إلَّا الآخر كالحنفيّة وهو قولهم في جميع الصلوات الواجبة فعندهم أنّ من فعل الصلاة في أوّل وقتها فهو مقدّم لها ويكون نفلا مجزية عن الفرض مستدلَّين على ذلك بأنّ المكلَّف مخيّر قبل وقت الضيق بين الفعل والترك والتخيير ينافي الوجوب بخلاف وقت الضيق فإنّه يتعيّن فيه الفعل مضيّقا ، ولا يخفى أنّه خروج عن النصّ بالهوى مع أنّ دليلهم أو هي من بيت العنكبوت . وقد بسطنا الكلام معهم في أصول الفقه .
وقيل : إنّ المراد بكونه مشهودا أنّه من حقّه أن يشهده الجمّ الغفير للصلاة جماعة ، وربّما قيل : وجوه آخر .
« ومِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ » التهجّد ترك الهجود : أي النوم للصلاة من هجد يهجد هجودا فهو هاجد إذا نام ، وقال ابن الأعرابيّ هو من الأضداد [1] لأنّه يقال : هجد الرجل إذا نام وهجد أيضا إذا صلَّى من الليل ، وقال المبرّد : التهجّد عند أهل اللغة السهر للصلاة أو لذكر اللَّه فإذا سهر للصلاة قيل : تهجّد ، وإذا أراد النوم قال : هجدت



[1] وكذا سرده ابن الأنباري في الأضداد وانظر الرقم 20 ص 50 من كتابه قال إنه للنوم والسهر ثم مثل للأول قول الشاعر : سرى ليلا خيالا من سليمى * فارقني وأصحابي هجود أي ينام ، ومثل للثاني قول الشاعر : ألا هلك امرء ظلت عليه * بشط عنيزة بقر هجود أي نسوة كالبقر في حسن أعينهن سواهر .

146

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست