responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 303


< فهرس الموضوعات > سجدة التلاوة ، وبيان سور العزائم < / فهرس الموضوعات > « بِالْغُدُوِّ والآصالِ » أي بأوقات الغدوات والعشيّات أوّل النهار وآخره وقت العصر فإنّهما أفضل الأوقات وأبعدها عن الرياء لعدم اطلاع الناس بهما . إذ أكثرهم مشغولون بحالهم في منازلهم بخلاف سائر الأوقات . فتكون الآية جامعة لما ينبغي في الذكر من الفعل والوقت ، ويحتمل أن يكون المراد بهما الدوام على الفعل . ثمّ أكَّد الأمر بالذكر بقوله .
« ولا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ » الَّذين يغفلون عن ذكر اللَّه ويلهون عنه فيحتمل كون النهي للتحريم لكن إذا عمّت الغفلة جميع الأوقات واستغرقتها لظهور تحريم ترك الصلاة المشتملة على الذكر ، ويحتمل كونه للكراهة ، والمراد الحثّ على عدم الغفلة في شيء من الأوقات عن ذكر اللَّه والاستمرار عليه ليتنوّر جوهر النفس ويستعدّ لقبول الإشراقات القدسيّة فيضا هي سكان حظائر الجبروت الَّذين مدحهم اللَّه بقوله :
« إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ » وهم الملائكة - صلوات اللَّه عليهم - ومعنى عند دنو الزلفة والقرب من رحمة اللَّه لا قرب المكان .
ويمكن أن يراد ما يعمّ جميع المقرّبين من الملائكة وغيرهم الفائزين لمزيد الفضل والرحمة وعلوّ الدرجة . فتأمّل .
« لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ » أي هم مع جلالة قدرهم وعلوّ أمرهم يعبدون اللَّه ويذكرونه ، والمراد إنّكم إن استكبرتم عن عبادته فمن هو أعظم حالا منكم لا يستكبر عنها .
« ويُسَبِّحُونَهُ » وينزّهونه عن كلّ سوء ، وهذا يرجع إلى المعارف والعلوم .
« ولَهُ يَسْجُدُونَ » ويخصّونه بالعبادة والتذلَّل لا يشركوا به غيره وهذا يرجع إلى إعمال الجوارح .
ويجوز أن يكون في الكلام تعريض بمن عداهم من المكلَّفين والمقصود أنّ الملائكة مع غاية طهارتهم ونهاية عصمتهم وبراءتهم عن بواعث الشهوة والغضب ودواعي الحقد والحسد مواظبون على العبادة والطاعة . فالإنسان مع كونه مبتلى بظلمات عالم الطبيعة وكدورات الزلَّات البشريّة أولى بأن يداوم على ذكر معبوده ليصفّي مرآة

303

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست