أما الانسداد الصغير ( أي حجية الظن في الموضوعات ) فذلك يختص بالموارد التي يندر حصول العلم فيها بحيث لو قلنا بتوقف الحكم على العلم لزم مخالفة الأكثر وعندئذ نستكشف أن الظن حجة من قبل الشارع ، أو يقال به فيما كان العقل حاكما بكفاية العمل على طبق الظن في مقام الامتثال ، لكن إثبات حجية الظن على الحكومة فيما نحن فيه في غاية الإشكال ، فإن كان ولا بد ، قلنا بها على الكشف .
وأما الظن المستند إلى الشياع بين الناس فلا يبعد القول بكفايته ، للسيرة المستمرة من الصدر الأول حتى زماننا بالاعتماد عليه في أمثال المورد [1] مضافا إلى أن الروايات جعلت شغل اليوم امارة على قطع ثمانية فراسخ ، وهذه الأمارية ظنية كما لا يخفى إذ كثيرا ما يتفق عدم قطع الفراسخ الثمانية في يوم واحد ، وعلى العكس ربما سار المسافر أكثر منها في اليوم ، إذن فليس المراد الثمانية الكاملة التي إذا انقضت شبرا لم يتحقق القصر .
وبعبارة أخرى : حددت الروايات المسافة ببريدين وذلك عبارة عن مرحلتين ، والمرحلتان قد يكونان ثمانية فراسخ وقد يزيدان أو ينقصان . فيضم هذه الروايات إلى السيرة نستكشف عدم لزوم المسافة التحقيقية عند الشارع ، بل تكفي المسافة التقريبية ويكتفى

[1] كما في تعيين المواقيت .

59