نام کتاب : محاضرات في فقه الإمامية ( الصلاة ) نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني جلد : 1 صفحه : 13
الذي يظهر من كلام المحقق ( قده ) أن المناط مسير يوم ، وقد جعل البريدين معرفا له ، وهو مطابق لكثير من الروايات التي ورد في بعضها « جرت السنة ببياض يوم » وفي بعضها « يجب عليه التقصير إذا كان مسيرة يوم » وفي بعضها « إذا ذهب بريدا ورجع بريدا فقد شغل يومه » وفي بعضها « بياض يوم أو بريدان » وفي الحديث الذي رواه الصدوق عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه - السلام : « وإنما يجب عليه التقصير في ثمانية فراسخ لا أقل من ذلك ولا أكثر ، لأن ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامة والقوافل والأثقال ، فوجب التقصير في مسيرة يوم » [1] . ويظهر من عدة من الروايات أن تحمل مشقة الضرب في الأرض يوما واحدا موضوع للتقصير ، منة من اللَّه جل وعلا على العباد . وقد جعل مسيرة يوم ، وثمانية فراسخ معرفين لذلك الموضوع . ولا - يخفى أن الملاك ليس هو المشقة الفعلية حتى ينتقض بموارد قطع الفراسخ الثمانية في أسبوع ، أو بالوسائل الحديثة المريحة ، بل هو المشقة النوعية . وبعبارة أخرى : إن الملاك في صدق السفر مشقته النوعية بلحاظ الحكمة ، وليس ذلك كأدلة العسر والحرج الحاكمة على غيرها من الأدلة الجارية في مواردهما ، إذ الملحوظ العسر والحرج الفعليان وبلحاظ العلية . والفرق أن العلة يطرد معها الحكم وليست
[1] تقدمت الإشارة إلى مواضع هذه الأحاديث ، فراجع .
13
نام کتاب : محاضرات في فقه الإمامية ( الصلاة ) نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني جلد : 1 صفحه : 13