نام کتاب : محاضرات في فقه الإمامية ( الخمس ) نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني جلد : 1 صفحه : 276
قلت : يندفع هذا الاحتمال بأنه عليه السلام أرجع إلى رواة الحديث في نفس الوقائع حكمها . إن قلت : نعم ، لكن التعبير بالمراجعة في الفروع وإرادة حكمها مجاز شائع يعادل الحقيقة . قلت : نعم ، لكن لا يناسبه التعليل بقوله : « فإنهم حجتي عليكم » ثم إردافه بقوله : ( وأنا حجة اللَّه ) لعدم الحاجة إلى ذلك . مضافا إلى أنه جعل الرواة أنفسهم حجة دون روايتهم ، ولو كان المراد ذلك لقال مثلا : ما يروونه فعنّي يروون ، كما ورد مثله في العمري وابنه من أنهما ثقتان ، وما يؤديانه فعني يؤديان . إن قلت : كما أن المعصوم حجة له تعالى يحتج به على العباد ، كذلك رواة الحديث يحتج بهم المعصوم على الناس ، في أخذ التكاليف عنهم ، والعمل بها ، فيصح التعبير عنهم بأنهم حجتي ، وإن كان المقصود حجية روايتهم . قلت : حجية رواية الثقة في ذلك العصر بما تواتر عن الأئمة الماضين عليهم السلام كان أمرا بديهيا لم يكن يخفى على إسحاق بن يعقوب ، ويكون مما أشكل عليه ، وهو وإن لم يكن معروفا في كتب الرجال ، إلا أنه يظهر من التوقيع الشريف ، ومن أجوبة مسائله أنه كان من الشيعة الإمامية ، وله العلم والمعرفة والجلالة حيث إنه عجل اللَّه فرجه قال في الجواب الأول : « أما ما سألت عنه ، أرشدك اللَّه وثبّتك من أمر المنكرين لي . . » ، وقال : « وأما أموالكم فلا نقبلها إلا لتطهر » وقال : « وأما ظهور الفرج فإنه إلى اللَّه ، كذب الوقّاتون » ، وقال : « وأما ما وصلتنا فلا قبول عندنا إلا لما طاب وطهر » ، وقال : « وأما علة ما وقع من
276
نام کتاب : محاضرات في فقه الإمامية ( الخمس ) نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني جلد : 1 صفحه : 276