نام کتاب : محاضرات السيد الخوئي في المواريث نویسنده : السيد محمد علي الخرسان جلد : 1 صفحه : 15
بُطُونِهِمْ ناراً وسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) * . [1] فنرى أنّه تعالى يتوعّد من يخالف أحكام الفرائض ويتعدّى حدوده بالخلود في نار جهنّم والعذاب المهين ، لأنّه تعالى هو العالم بخفايا الأمور وحقائقها ، ولا يعزب عنه شيء في الأرض ولا في السماء . قال تعالى : * ( عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ ولا فِي الأَرْضِ ولا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ ولا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) * [2] . وقال تعالى : * ( آباؤُكُمْ وأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً ) * [3] فالعلم عند اللَّه ، وهو الذي يرشدنا ويهدينا ، ولا بدّ لنا من التعبّد بشريعته المقدّسة بدون زيادة أو نقيصة ، ولا يكون ذلك إلَّا بالتمسك بالقرآن الكريم وامتثال أوامر الرسول الكريم صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم . ولذا فإنّ النبيّ الكريم صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قد حثّ المسلمين حثّا شديدا على تعلَّم القرآن الكريم وتعليمه ، وتعلَّم الأحكام وتعليمها ، وتعلَّم الفرائض وتعليمها ، لأنّ الجهل بها يؤدي إلى الوقوع في الخطأ ، وإلى الحكم بغير ما أنزل اللَّه الذي هو حكم الجاهليّة ، ويرجع الأمّة إلى جاهليّتها بعد تلك الجهود التي بذلها رسول اللَّه ، وبعد ما أنقذهم من الجهالة وحيرة الضلالة ، فقد جاء في الحديث الذي أخرجه الحفّاظ وصحّحوه عن عبد اللَّه بن مسعود ، قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « تعلَّموا القرآن وعلَّموه الناس ، وتعلَّموا الفرائض وعلَّموها الناس ، وتعلَّموا العلم وعلَّموه الناس ، فإنّي امرئ مقبوض ، وأنّ العلم سيقبض ، وتظهر الفتن حتّى يختلف الاثنان في