نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 95
المعاني الجديدة بطبيعة الحال . والمهم في القصد ، هو أنَّنا بعد أن نلغي ، ولو مؤقتاً تلك المعاني الأقرب للحياة المادية ، لم يبق لنا إلَّا الأمر النفسي أو الداخلي أو الباطني . وهو ما يسمى في عرف المنطق بالعلة الغائية ، والذي يكون في أوله وجوداً ذهنياً ويكون في آخره تحقق الهدف . إلَّا أنَّ تحقق الهدف فعلًا ، حيث لم يكن محرزاً دائماً لم يمكن إدراجه في المعنى اللغوي فلا يبقى إلَّا المعنى الذهني أو النفسي . وهو الضروري لإيجاد كل أمر اختياري . حيث قالوا : إنَّ الفعل الاختياري يحتاج إلى عدة أمور ذهنية : تصوره وتصور المصالح التي تترتب عليه ، والتصديق أو الاعتقاد بصحة إيجاده . وحدوث الإرادة والعزم على إيجاده ثم تصاعد هذه الإرادة إلى حدٍّ تكون محركة للعضلات نحو أىَّ عمل ، ليوجد ذلك العمل . ولنا أن نسقط من هذه المقدمات ، ما كان منها تصوراً محضاً ، فلم يبق لنا إلَّا العزم والإرادة النفسية المرجوة للعمل . فهي النية بالمعنى الحقيقي والمنطقي . ولا يزيد المعنى الفقهي عن هذا شيئاً وإن اختلفوا في الاخطار والتلفّظ وعدمه . فإن هذا التلفّظ والإخطار إن أوجبناه فقهيّاً ولو احتياطاً ، إنما هو لإيجاد الوضوح في التصور الذي ألمعنا إليه . وقلنا قبل قليل إننا ينبغي أن نلغيه . وعليه فإن سمّينا التصور أو التلفظ نية ، فإنما هو استعمال مجازي بالأصل اكتسب الاصطلاح الفقهي ، وفهم المتشرعة ، حتى أصبح كالحقيقي في نظرهم - وإنما هو في الحقيقة مقدمة للعزم أو الإرادة التي هي النية في الحقيقة . والتي بفهم الفقهاء كونها نية بدورهم . وقد سمعنا من سيدنا الأستاذ قوله : إنَّ العبادات لا تحتاج من النية أكثر من أيِّ فعل اختياري آخر . وقد عرفنا أنَّ النية هي العزم والقصد والإرادة ، التي هي هنا بمعنى متشابه أو متقارب جدّاً . ولا أقل من عدم الاهتمام بتفصيل الفروق بينهما في هذه المرحلة من البحث . وإذا تمَّ لنا ذلك ، أمكننا أن نفهم أنَّ الأمر الأساسي في عمل أيّ فرد هو هذا العزم والقصد ، دون الإنجاز الفعلي . فإنَّ الموانع قد تحول دون
95
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 95