نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 91
إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 462)
في علاقته بربّه أو علاقته بأسرته أو بأصدقائه أو بمجتمعاته أو بأمواله أو بنفسه نفسها . ومنها : درجة من درجات الضغط على النفس التي تعصب عليها أمثال هذه الخطوات التي سمعناها . وحملها على التكيّف للأفكار الصحيحة التي يؤمن بها الفرد ويحاول أن يطبقها جهد الإمكان . هذا بطبيعة الحال ، مع الالتزام بواجبات الشريعة ومحرماتها . إذ بدونها لا يمكن أن يصل الفرد إلى مثل هذه الدرجة . وهنا لم نذكر الزهد بالطعام واللباس ونحوه . لأنَّ هذا حال قد يمر به الفرد قبل ذلك أو بعده . وقد لا يمر به أصلًا . وإنما ينبغي أن نذكر الزهد هنا بالمعنى الذي ورد تفسيره في أحاديث أهل البيت - عليهم السَّلام . ففي الحديث [1] عن أمير المؤمنين - عليه السَّلام - : قال فيه : الزهد في الدنيا قصر الأمل . وفي الحديث [2] عن أبي عبد الله - عليه السَّلام - : أورع الناس من وقف عند الشبهة . أعبد الناس من أقام الفرائض . أزهد الناس من ترك الحرام . أشد الناس اجتهاداً من ترك الذنوب . أقول : كلّ فرد حسب فهمه للذنوب ، بعد أن نعرف ما ورد عنهم - عليهم السَّلام - من أن : حسنات الأبرار سيئات المقربين . وعن أبي الحسن الرضا - عليه السَّلام - : لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربه ، وسنة من نبيه ، وسنة من وليه . فالسنة من ربه كتمان سره . قال الله - عزّ وجلّ - * ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِه أَحَداً ، إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) * . وأمَّا السنة من نبيه صلَّى الله عليه وآله - فمداراة الناس . فإنَّ الله - عزّ وجلّ - أمر نبيه بمداراة الناس . فقال * ( خُذِ الْعَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) * . وأمَّا السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء . فإن الله - عزّ وجلّ - يقول * ( والصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ ) * .